أثر برس

لتقرّبها من سوريا.. إجراءات تركيّة بريف حلب خوفاً من التعرّض لعمليات انتقامية

by Athr Press A

في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة إلى محاولة رسم خارطة طريق للتقرّب من دمشق، فإنها تتخذ إجراءات في ريف حلب الشمالي، إذ تزداد مخاوفها من احتمال تعرّضها لعمليات انتقامية، سواء عبر انتقال بعض الجماعات إلى أراضيها وتنفيذها هذه العمليات، أو عن طريق الاستعانة بسوريين يعيشون داخل الأراضي التركية وتربطهم بالجماعات المنتشرة في ريف حلب علاقات قوية.

وفي هذا الصدد، أجرى ضبّاط أتراك، قبل أيام، لقاءً دورياً مع عدد من متزعمي الفصائل التي تدعمها تركيا بريف حلب الشمالي، بمناسبة فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية جديدة، وقالت مصدر مطّلع على مجريات الاجتماع لصحيفة الأخبار اللبنانية، إنّ “الأتراك أبلغوا قادة الفصائل بضرورة تكثيف نشاطهم الأمني لمنع أيّ اضطرابات جديدة قد يشهدها ريف حلب الشمالي في المدة المقبلة، والحيلولة دون تكرار تظاهرات سابقة شهدتها المنطقة على خلفية تبدّل موقف أنقرة وبحثها عن تعاون مع دمشق”.

وكشف المصدر للصحيقة، أنّ “قادة الفصائل حضروا إلى اللقاء بحثاً عن موقف تركي حازم اتجاه تحرّكات “هيئة تحرير الشام”، التي باتت تهدّد ريف حلب الشمالي كاملاً، ولا سيما بعد استضافة زعيم “الهيئة”، “أبو محمد الجولاني”، عدداً من وجهاء ومتزعّمي بعض الجماعات ضمن مؤتمر حمل اسم “أهالي حلب”، إذ أطلق تصريحات تفتح الباب أمام جماعته لالتهام ما تبقّى من ريف حلب بذريعة التوحّد لفتح معركة استعادة حلب، والتي يشهرها “الجولاني” للتمهيد لقضم مناطق جديدة تسيطر عليها فصائل أنقرة”.

ولم يبدِ الجانب التركي كعادته، أيّ موقف حازم، حيال تلك الممارسات، وفق المصدر نفسه، الذي وضّح أنّ “الأتراك انصبّ اهتمامهم على الجانب الأمني وتهدئة الشارع، بالإضافة إلى طلبهم تقديم لوائح بأسماء الموجودين في سجون الفصائل، ومنع إخلاء سبيل أيّ موقوف من دون الرجوع إلى تركيا، ومتابعة ملفّ شبكات التهريب النشطة بين البلدَين، والحدّ ما أمكن من نشاطها، استكمالاً لإجراء بُدئ به قُبيل الانتخابات الرئاسية التركية، بذريعة منع التشويش على الانتخابات.”

وترى صحيفة “الأخبار”، أنّ “تركيا باتت تواجه خطراً مضاعَفاً: الأوّل يتعلّق بالجماعات التي ساهمت هي في تنميتها طيلة سنوات الحرب في سوريا؛ والثاني يرتبط بالأكراد الذين عاد الجيش التركي إلى تنشيط استهدافهم عبر طائرات مسيّرة، ضمن التكتيك الذي باتت تعتمده تركيا في مواجهة “قسد” نتيجة تعثّر حصولها على موافقة لشنّ عملية عسكرية برّية على بعض المناطق، وأبرزها منبج التي تُعتبر عاصمة “قسد” الاقتصادية وبوّابة النفط السوري المسروق إلى الشمال”، مشيرةً إلى أنه “بالإضافة إلى المخاوف الأمنية المتعلّقة ببعض الفصائل “غير المنضبطة”، فإنّ تركيا تخشى الموقف الأمريكي الساعي إلى عرقلة خطوات التطبيع بينها وبين الحكومة السورية”.

يشار إلى أنّ اجتماع “آستانة”، والاجتماع الرباعي لنواب وزراء خارجية سوريا وروسيا وإيران وتركيا سيجري الأسبوع المقبل في العاصمة الكازاخية آستانة، وفقاً لما نقلته الوكالة السورية للأنباء (سانا).

وسبق أن أعلن وزير الخارجية التركي السابق مولود جاويش أوغلو، تشكيل لجنة رباعية لإعداد خريطة طريق التقارب التركي- السوري، وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر معارضة حينها، أنّ “خطة أنقرة تتضمّن في خطواتها الأولى فتح طرق الترانزيت عبر معبر “باب الهوى”، وإعادة تفعيل الطرق الدولية، وفي رأسها طريق حلب – اللاذقية، الذي كان من المفترض أن يتمّ تشغيله في مطلع العام الحالي، قبل أن يضرب الزلزال سوريا وتركيا ويتسبّب في تأخير ذلك.

وأضافت المصادر إنّ “أنقرة ستقدم خطتها ضمن لجنة أمنية- عسكرية في الاجتماع الرباعي المفترض إجراؤه بين نواب وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا”، مشيرةً إلى أن المسودة التركية ستشمل “تشكيل غرفة عملية مشتركة لتنفيذ سلسلة من الإجراءات على الأرض، تبدأ من فتح الطريق الدولية، وتنتهي بعودة اللاجئين السوريين في تركيا”.

أثر برس

اقرأ أيضاً