أكدت مصادر دبلوماسية أن الأطراف الأعضاء في لجنة “الاتصال العربية”، اتفقت على عقد لقاء قريب في العاصمة العراقية بغداد.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصدر دبلوماسي عربي -لم يكشف عن اسمه- أنه “بُذلت جهود دبلوماسية عربية مكثفة في الآونة الأخيرة لتذليل العقبات أمام انعقاد اللجنة، أفضت إلى توافق جميع الأطراف على عقد ثاني اجتماعاتها قريباً”، مضيفاً أن “هناك إصرار عربي على عقد اللجنة وهذا سيكون قريباً جداً”.
وأكد المصدر عدم وجود أي اعتراض من أي طرف من الأطراف المشاركة على عقد الاجتماع، والتي كان بعضها قد طلب في المرة السابقة تأجيلها معللاً الأمر بالحاجة إلى مزيد من التشاور.
ويتزامن الحديث عن اقتراب اجتماع لجنة “الاتصال العربية بشأن سوريا” مع زيارة أجراها وزير الخارجية فيصل المقداد، إلى الإمارات التقى فيها نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد.
وسبق أن تم تأجيل هذا الاجتماع قبل يوم واحد من انعقاده، ففي 7 أيار الفائت أعلن القائم بأعمال السفارة العراقية في سوريا ياسين شريف الحجيمي، أنه “تم تأجيل اجتماع لجنة الاتصال العربية الذي كان مقرر انعقاده يوم غد الأربعاء (8 أيار) في بغداد”.
وأوضح الحجيمي، حينها أن التأجيل تم بسبب تزامن موعد الاجتماع مع التحضيرات القائمة لعقد القمة العربية المفترض عقدها في البحرين بتاريخ 16 أيار الماضي، موضحاً أنه “ستتم مناقشة الموعد الجديد بعد القمة المرتقبة، إذ إن انشغال وزراء الدول المعنية بهذا الملف شكل سبباً رئيسياً في التأجيل”.
وبيّن الحجيمي أن دول لجنة الاتصال العربية ستعيد البحث في عدد من العناوين المطروحة، موضحاً أن “لجنة الاتصال العربية الوزارية ستناقش بإسهاب الخطوات المتخذة فيما يخص مبادرة (الخطوة بخطوة) والتي تهدف للتوصل إلى حل شامل للأزمة السورية، والنتائج التي أفرزتها الاتصالات والزيارات التي جرت مؤخراً ضمن هذا السياق”.
وتتألف لجنة الاتصال العربية من وزراء خارجية سوريا ومصر والأردن والعراق ولبنان، بالإضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية، وتم تشكيلها في أيار 2023 بموجب قرار عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، إذ نص القرار حينها على “تشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من وزراء خارجية: الأردن، السعودية، العراق، لبنان، مصر، بالإضافة إلى الأمين العام”، لمتابعة تنفيذ بيان عمّان الذي عُقد في 1 أيار 2023 إلى جانب “الحفاظ على وحدة سوريا وسيادة الدولة السورية، والالتزام بالبيانات العربية الصادرة عن اجتماع جدة بشأن سوريا يوم 14 نيسان 2023، واجتماع عمان بشأن سوريا يوم الأول من أيار 2023، وتأكيد ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو حل الأزمة، وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، والاستمرار في الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السورية يعالج جميع تبعاتها، واستئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها”.
وفي الوقت نفسه، تستعد بغداد لاستضافة أكبر مؤتمر إقليمي لوزراء الداخلية خلال الشهر الجاري، بمشاركة وزراء داخلية عدد كبير من دول الإقليم وعلى رأسها “سوريا والسعودية والأردن وإيران وتركيا” وغيرها من الدول، إذ من المرتقب إعلان إطلاق المركز الإقليمي لمكافحة المخدرات لزيادة التنسيق بين هذه الدول لمكافحة هذه الآفة المنتشرة في المنطقة.
يشار إلى أن العاصمة العراقية تعمل مؤخراً لتأدية دور دبلوماسي لافت في ملفات سورية عدة، أبرزها التقرب العربي من دمشق، واستئناف عملية التقارب السوري- التركي، إذ أفادت تسريبات صحافية بأن العاصمة العراقية ستستضيف اجتماعاً سورياً- تركياً قريباً، وذلك بعدما أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، أن بلاده ستلعب دور الوسيط بين دمشق وأنقرة.