أثر برس

لماذا بدأت وكيف ستنتهي؟.. علامات استفهام حول العمليات التركية في سوريا والعراق

by Athr Press Z

تشن القوات الجوية التركية منذ تاريخ 13 كانون الثاني الفائت حملة استهدافات مكثفة على مناطق شمالي شرق سوريا، ووفقاً لما أكدته وزارة الدفاع التركية فإن هذا التصعيد هو رداً على عملية قام بها “حزب العمال الكردستاني PKK” ضد قوة تركية أودت بحياة 9 جنود أتراك إلى جانب الاستيلاء على آلياتهم.

الرد التركي على العملية التي شنتها أنقرة، ألحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية السورية في قطاعي الكهرباء والنفط، شمالي شرق البلاد، ووفق ما أكدته مصادر “أثر” فإن المسيّرات التركية دمّرت محطات تحويل الكهرباء في “القحطانية والقامشلي وشمال القامشلي والدرباسية وعامودا، ومنشأة التوليد في السويدية” ما تسبب بخروجها عن الخدمة.

وجراء انقطاع التيار الكهربائي توقفت محطات المياه في القحطانية والقامشلي وعامودا والدرباسية عن الضخ، كما استهدفت القوات التركية المنشآت النفطية، وأبرزها محطة عودة النفطية بمنطقة القحطانية بريف القامشلي الشرقي ومعمل توليد الغاز الطبيعي، ووفق لبيان أصدره البرلمان التركي أمس الثلاثاء، فإن أنقرة أخذت قراراً بالاستمرار بهذه الاستهدافات.

تدور علامات استفهام عدة حول العمليات التركية، بدءاً من أسبابها وصولاً إلى مصيرها، وفي هذا السياق لفت محلل للشؤون التركية والعراقية إيغور سوبوتين، في مقال نشرته صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية وترجمته قناة “روسيا اليوم” إلى أن “تركيا ترد على أي هجمات يقوم بها حزب العمال الكردستاني على قواتها في كردستان العراق، من خلال عمليات انتقامية واسعة النطاق ضد قوات سوريا الديمقراطية في سوريا”.

وأكد سوبوتين أن “هذه السياسة لا تهدف فقط إلى الانتقام، بل تخدم غرضين، أولهما: ضرورة دق إسفين بين حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية، فقسد باتت تعلم أن هجمات حزب العمال الكردستاني في العراق تؤدي إلى هجمات عليهم في سوريا، وتنتظر أن يأخذ حزب العمال الكردستاني ذلك في الاعتبار؛ وثانيهما: تركيا تريد أن تجعل ثمن هجمات حزب العمال الكردستاني على القوات التركية كبير جداً”.

تركيا توحّد مسرح العمليات بين سوريا والعراق:
وفق تأكيدات الدفاع التركية فإن الاستهدافات التركية هي رد على عملية نفذها PKK في منطقة الزاب في إقليم كردستان شمالي العراق، لكن الرد التركي طال مناطق شمالي العراق وشمالي شرق سوريا على حد سواء، وبالنسبة للعراق فإن وزير الخارجية التركي حقّان فيدان، أكد أن عملياتهم شمالي العراق تتم بالتنسيق مع السلطات العراقية، وقال في كلمة ألقاها أمس الثلاثاء أمام البرلمان التركي: “نواصل العمل مع السلطات العراقية على تعزيز مقاربتها (المناهضة) حيال تنظيم بي كي كي الإرهابي”.

أما بالنسبة لسوريا فإن هذه العمليات تخرق الأجواء السورية، وتدمر البنى التحتية للدولة السورية المنهكة أساساً من الحرب والدمار، وفي هذا الصدد لفت الكاتب وأستاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية في بيروت والمهتم بالشأن التركي، الدكتور محمد نور الدين، في مقال نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية إلى أن “شرق الفرات وشمال العراق، تحوّل بالنسبة إلى العمليات العسكرية التركية، إلى مسرح واحد، إذ لم تتوقّف الطائرات التركية عن انتهاك الأجواء السورية، بذريعة ضرب مواقع الكردستاني أو غيره”.

وبالإضافة إلى انتهاك الأجواء السورية وتدمير البنية التحتية، فكان هذا التصعيد التركي بمثابة الفرصة لأنقرة لتجدد تأكيدها على نيتها بتوسيع وجودها العسكري في الأراضي السورية وتعزيزه، إذ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال جلسة للحكومة التركية عُقدت أمس الثلاثاء: “يتمتع تواجدنا العسكري خارج حدودنا بأهمية حيوية لأمن وطننا وسلامة مواطنينا، ولا يمكن التراجع عن ذلك” مضيفاً أن “عملياتنا خارج الحدود أحبطت أيضاً مؤامرات تهدف لجر تركيا إلى اضطرابات داخلية من خلال موجة من الهجرة غير النظامية”.

وفي هذا الصدد نقلت صحيفة “حرييت” التركية المقربة من “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، عن مصادرها أن “أنقرة سوف تعزز مناطق قواعدها العسكرية في سوريا والعراق”.

واللافت أن الحديث التركي عن وجود نية لدى أنقرة بتوسيع تواجدها في الأراضي السورية، مُصرّح عنه من قبل المسؤولين الأتراك سابقاً، ففي 6 كانون الأول قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “قريباً سننظف منطقة تل رفعت وغيرها من المناطق في الشمال السوري من المنظمات الإرهابية (الوحدات الكردية)”، موضحاً “سنؤمن في نهاية المطاف المناطق القريبة من حدودنا حيث يتجمع الإرهابيون وخاصة تل رفعت”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.

وفي هذا الصدد، سبق أن أشار الصحافي السوري سركيس قصارجيان، المختص بالشأن التركي إلى أن “أردوغان لن يتراجع عن فكرة السيطرة على مدينة تل رفعت شمالي سوريا لكن قد يراعي الديناميكيات الداخلية في تركيا والمزاج والظروف الدولية، فالاستهدافات التركية ستراعي جميع هذه الاعتبارات”.

بدوره أوضح الدكتور محمد نور الدين “أولوية تركيا ظلّت منصبّة، في السنوات الأخيرة، على مواجهة حزب العمال الكردستاني، سواء في شمال العراق أم في شمالي سوريا، لا بل إن وجود قسد، التي تعتبرها أنقرة امتداداً للكردستاني شمالي سوريا، هو الذريعة الأساسية التي افتتح بها الجيش التركي سلسلة عملياته العسكرية من درع الفرات وغصن الزيتون إلى نبع السلام، والتي احتلّ فيها أجزاء واسعة من الأراضي السورية” وفقاً لما نقلته صحيفة “الأخبار” اللبنانية.

يشار إلى أنه قبل التصعيد التركي الذي بدأ بتاريخ 13 كانون الثاني الجاري، شهدت جبهات شمالي شرق سوريا انخفاضاً بوتيرة القصف التركي، لأيام قليلة، إلى أن تم الاستهداف للقوة التركية وتبعها القصف التركي العنيف.

أثر برس 

اقرأ أيضاً