قرر حزب الله في لبنان السبت الفائت بتاريخ 1 أيلول الرد على الاعتداء “الإسرائيلي” الذي استهدف الضاحية الجنوبية في بيروت، حيث دمر عربة عسكرية بمستوطنة “أفيفيم” في فلسطين المحتلة، وبعدها أكد أمين عام حزب الله أنه يتوجب على “الإسرائيليين” أن يحفظوا تاريخ 1 أيلول تماماً، ما يشير إلى طابع جديد قد تأخذه المرحلة المقبلة.
صحيفة “القدس العربي” تحدثت عن الواقع “الإسرائيلي” الجديد فنشرت:
“إسرائيل تدرك أكثر من غيرها أن مسار الأحداث في المنطقة العربية لا يسير بالاتجاه الذي تتمناه، وأن حلفاءها وعملاءها والذين كانوا يتسابقون على التطبيع في تل أبيب قبل فترة قليلة، أصبحوا يتساقطون في الحروب الفاشلة التي خاضوها، تلك الحروب التي انتهت بخسارتهم سياسياً وعسكرياً، بعد أن خسروا أموالهم، ولم يعد بمقدور هؤلاء الحلفاء أن يقدموا الحماية لأنفسهم، فضلاً عن حماية إسرائيل، وفي الوقت نفسه فإن المشروع المضاد هو الذي يتوسع وينتصر وله الغلبة في نهاية المطاف .. ولذلك كله تشعر إسرائيل بالقلق البالغ، وتستنفر كل إمكاناتها لمراقبة كل ما يمكن رصده ومراقبته”.
فيما قالت “يديعوت أحرنوت” العبرية:
“عززت الأحداث الأخيرة على الحدود الشمالية الخشية من تصعيد مع حزب الله، وأظهر تحقيق أجراه اتحاد المقاولين بالاستناد إلى معطيات مكتب الإحصاء المركزي صورة مقلقة مفادها أن أكثر من 800 ألف شخص في الشمال دون غرف محصنة، صحيح أن الحكومة أقرّت قبل سنة خطة تحصين للشمال بكلفة خمسة مليارات شيكل لكن على الأرض لم يحصل شيء، وفي أعقاب تصاعد التوتر، يطالب رؤساء السلطات المحلية في الشمال الحكومة بتحويل المبالغ بشكل فوري لميزانيات التحصين”.
وجاء في “الرأي” الكويتية:
“حزب الله وجّه رسالة أقوى بكثير لإسرائيل من قتل جندي أو إثنين أو ثلاثة، ليقول إن الحرب على نقل السلاح ستستمر ولكن دون خسائر بشرية وإلا فإن المعادلة لن تحترم في المرة المقبلة إذا خُرقت .. لقد ربح حزب الله على صُعد كثيرة وفقدت إسرائيل الكثير مما كانت تتمادى فيه سابقاً ليصبح لبنان أكثر أمناً، وذلك بسبب طائرة مسيرة، حيث كلفت هذه الطائرة نتنياهو ثمناً باهظاً جداً لم يكن ليتصوّره”.
منذ أن حدث الاعتداء “الإسرائيلي”، المسؤولين في كيان الاحتلال كانوا أول المنتقدين لها، حيث سلطوا الضوء على العديد من التفاصيل في تصريحاتهم، لا سيما إجماعهم على أن رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو “اتخذ هذا القرار لدعم حملته الانتخابية، لكن الواقع الآن يؤكد أن وجود تغير كبير في قواعد الاشتباك بين حزب الله والكيان الإسرائيلي والقلق يعم الأوساط الإسرائيلية وفقاً لما تؤكده وسائل الإعلام العبرية، فماذا يمكن أن يحدث في المستقبل؟