تستمر أنقرة بتهديداتها بشن عملية عسكرية في الشمال السوري واحتلال المزيد من المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية-قسد”، فيما تقتصر تحركاتها على حشود عسكرية واجتماعات مغلقة دون الإقدام على أي خطوة جديّة، الأمر الذي يثير العديد من إشارات الاستفهام حول عدم الإعلان عن قرار تركيا النهائي حيال هذه التهديدات.
حيث نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية مقالاً ناقشت فيه تأثير الموقف الأمريكي والروسي على القرار التركي في هذه العملية، جاء فيه:
“أي هجوم تركي متجدد في المنطقة لا يمكن أن يتم إلا بموافقة الولايات المتحدة أو قبولها، لكن إذا أثبتت اعتراضات الولايات المتحدة أنها رادع كافٍ لأي دفع تركي من عين عيسى أو تل تمر، فإن أي إجراء غرب الفرات سيخضع أيضاً لاعتبارات دبلوماسية، فالوحدات الكردية تعمل غربي النهر خارج إطار قوات سوريا الديمقراطية وليست محمية من قبل الولايات المتحدة، لكن غرب النهر توجد روسيا، وبالتالي ما لم تمنح روسيا الإذن بأي توغّل تركي فمن الصعب رؤية كيف يمكن أن تحدث مثل هذه العملية، فلم يتّضح بعد ما إذا كانت قعقعة السيوف الحالية ستؤدي إلى تحرّك فعلي من قبل القوات المتحالفة مع تركيا خارج مناطق سيطرتها الحالية. الأيام المقبلة ستقرر”.
وجاء في “القدس العربي“:
” تراجعت حظوظ العملية العسكرية التركية قليلاً بعد لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، على هامش قمة العشرين التي انعقدت في إيطاليا آخر تشرين الأول الفائت، حيث تسعى واشنطن إلى دفع الأمور إلى الاستقرار شرق الفرات” وأضافت الصحيفة أنه “من المبكّر استشراف ما ستتحوّل إليه الأمور في الميدان، لكن من الواضح أن الدولة السورية والروس قطفوا التصعيد في شرق الفرات قبل بدء كلام المدافع التركية، واستفادت قسد من دروس “عفرين” وعملية “نبع السلام” بالحفاظ على المناطق التي تسيطر عليها، اعتقاداً منها أن تقديم التنازل للدولة السورية أقل خسارة لها في ميزان الخسائر إذا ما قيس بعملية عسكرية تركية”.
فيما تحدثت صحيفة “العرب” اللندنية عن الهدف التركي الأساسي لشن هذه العملية:
“تسعى أنقرة للسيطرة على المنطقة الواقعة جنوب عين العرب من أجل ربط المنطقتين الخاضعتين لسيطرتها ولتحصل على موطئ قدم في شمال سوريا، والهدف الثاني الأقل وضوحاً لأنقرة هو تغطية وكلائها في إدلب من ضربة محتملة لدمشق”.
يبدو أن تعدد القوى الموجودة في الشمال السوري، يعقّد شن أي عمل عسكري تركي، حيث سبق أن أكدت مصادر سياسية أن تركيا لم تأخذ إلى الآن ضوءاً أخضراً دولياً لشن عمل عسكري واجتياح المزيد من المناطق في الشمال، ما يشير إلى أن شن عمل عسكري تركي لم يعد قراراً سهلاً كالسابق، فالظروف السياسية والميدانية في سوريا باتت مختلفة ولم تعد تشبه تلك الظروف التي شنّت تركيا خلالها عملية “نبع السلام” واحتلّت على إثرها المزيد من المدن والقرى.