أثر برس

لماذا وافقت تركيا على دخول “الهيئة” إلى عفرين وما السيناريوهات المتوقعة مستقبلاً؟

by Athr Press Z

انتهت الاشتباكات بريف حلب الشمالي بسيطرة “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفائها)” على مدينة عفرين الاستراتيجية،حيث خلّفت خريطة السيطرة الجديدة هذه العديد إشارات الاستفهام حول سبب تسارع تقدم “الهيئة” والموقف التركي مما يجري، ومستقبل المنطقة وفصائل أنقرة المنضوية ضمن تشكيل “الجيش الوطني”.

معظم التحليلات التي نشرتها وسائل الإعلام الغربية والعربية أجمعت على فكرة أن تركيا راضية عما يجري وترغب خلال هذه المرحلة على الأقل بدخول “الهيئة” إلى مناطق ريف حلب، وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “الشرق الأوسط“:

“عزت مصادر تركية، هذا الصمت التركي والتجاهل التام لما يجري في المنطقة الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، إلى غضب أنقرة من الصراع بين فصائل ما يعرف بالجيش الوطني وإدراكها أن الاشتباكات الحالية سببها الصراع بين الفصائل السورية المسلحة على النفوذ في المنطقة، فضلاً عن عدم رضاها عن أداء بعض الفصائل الموالية لها” مؤكدة أن ما يجري لا يمكن أن يجري بمعزل عن القوات التركية في المنطقة، كما أعرب مصادر الصحيفة عن اعتقادهم بأن “أنقرة ربما تفكر في أن اندماج الهيئة مع الفصائل المقربة إليها في كيان واحد يسيطر على إدلب وبقية مناطق الشريط الحدودي مع سوريا سيكون عنصر قوة في جهودها لإبعاد قوات سوريا الديمقراطية عن حدودها للمسافة المطلوبة التي تبلغ 30 كيلومتراً”.

الأمر ذاته أشارت إليه صحيفة “القدس العربي” التي جاء فيها: “يجري ذلك من أجل الوصول إلى هدف محدد وهو خلق إدارة مركزية للشمال، بيد قوة واحدة تتسلم منطقة إدلب والأرياف المحيطة بها، لعمق أمني معين، وتدير المعابر، وذلك لترتيب المنطقة بما يتناسب مع توجه أنقرة للمرحلة المقبلة بحيث تستطيع هذه الأخيرة الإيفاء بالتزاماتها البينية والدولية بدقة، في خطوة أولية لتطبيق مذكرة 5 آذار 2020 بخصوص إدلب، والتي تعتبر وثيقة وبروتوكولاً استرشادياً يضاف إلى مذكرة خفض التصعيد (2017)، لترسيخ اتفاق دائم لوقف إطلاق النار” مضيفة أن “الخبراء أبدوا اعتقادهم بأن تركيا غير عاجزة عن إيقاف الاقتتال وهي تحاول الوصول إلى تفاهمات على الأرض، لأن استمرار العمليات العسكرية يؤثر على الدولة التركية التي تحتضن بدورها ملايين السوريين داخل أراضيها”.

وفي هذا السياق، نقلت جريدة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر ميدانية قولها: “قد تنسحب الهيئة إلى إدلب بشكل صُوري، بعد تمهيد الأرض لتمكين الفصائل التي تحالفت مع الجولاني، بالإضافة إلى التوقيع على تعهّدات بعدم المساس بمصالح الرجل، ولربّما يشكّل ذلك -صفقة مرضية- لتركيا، يمكن البناء عليها في مراحل لاحقة لخلْق تشكيل موحّد يمكن تسويقه على أنه ممثِّل عن الفصائل المعارضة، فيما هو في حقيقة الأمر تحت قيادة الجولاني من خلْف الستار. ومن المنتظَر أن يترافق هذا مع استمرار خطوات الانفتاح على دمشق، خصوصاً عبر فتْح معابر دائمة لإعادة النازحين واللاجئين، وتمرير المساعدات من خلال الحكومة السورية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا، ما يزيح عن الأخيرة عبء اللاجئين من جهة، ومن جهة ثانية التكاليف الدورية التي تتحمّلها لصالح الفصائل، والتي لا تشمل الجولاني، على اعتبار أن الأخير تمكّن من تحقيق آلية تمويل ذاتية أساسها السيطرة على جميع مفاصل الحياة الاقتصادية في مناطقه”.

وخلّص تشارلز ليستر زميل أول ومدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في “معهد الشرق الأوسط” أن “ما هو واضح هو أن ديناميكيات شمال غرب سوريا آخذة في التغير، ويبدو أن العواقب ستكون كبيرة للغاية” وفقاً لما نقله موقع قناة “الحرة“.

أثر برس 

اقرأ أيضاً