أعرب مدنيون من مدينة أطمة في إدلب التي قُتل فيها الخميس الفائت زعيم تنظيم “داعش” أبو إبراهيم “القرشي” عن دهشتهم من وجود هذه الشخصية بينهم، مؤكدين مكان إقامته قريبة جداً من أماكن تمركز القوات التركية وتبعد أمتاراً معدودة عن حواجز “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفاؤها)”.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن أحد المدنيين تأكيده على أنهم لم يسبق أن شاهدوا “القرشي” ولو لمرة واحدة، وأن كل ما كانوا يعرفونه عن العائلة التي تقيم في المنزل باسم عائلة (أبو أحمد) نازح من مدينة حلب، وكل ما كانوا يشاهدونه هو أطفاله كل حين، يخرجون للعب مع أطفال الحي لساعات محدودة فقط، بالإضافة إلى رؤية إحدى زوجاته كل عدة أيام تذهب للتسوق، ولا يوجد ما يشير إلى أن زعيم تنظيم “داعش” يسكن معهم بالمنطقة ذاتها، وهذا ما جعلهم يشعرون بدهشة وصدمة بعد اكتشاف أمره واستهدافه بعملية إنزال أمريكية أدت إلى مقتله مع عدد من أفراد أسرته.
وأضاف: “ظهور وتجول من كان يدعى بأبو أحمد وهو القرشي زعيم تنظيم داعش، كانا قليلين جداً، ويخرج لقضاء أعماله بسيارة ذات بلور أسود، وكان المنزل شبه منعزل، وبطبيعة الحال جرت العادة هنا أنه لا أحد يسأل الآخر هنا، ولا يتحدث معه إلا عند الضرورة، ولم تكن هناك ضرورة للقاء أو الحديث معه، خصوصاً من لا تربطه بالآخر صلات قرابة أو مناطقية”.
وفي هذا الصدد نقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن سيدة تسكن بالقرب من منزل “القرشي” أن زوجة الأخير عرّفت عن زوجها على أنه تاجر من حلب دون الخوض بتفاصيل أكثر.
وبما أن “القرشي”، وكذلك سلفه “أبو بكر البغدادي” كانا يقيمان في إدلب حيث سيطرة تركيا و”جبهة النصرة”، تُثار التساؤلات حول سبب اختيار هذه المحافظة من قبل متزعمي “داعش”، وفي هذا الصدد يقول الباحث في معهد “نيولاينز” حسن حسن، وهو مؤلف كتاب عن تنظيم “داعش”: “إن إدلب تعد منطقة أكثر أماناً لزعيم التنظيم من شرق سوريا أو غرب العراق، حيث اكتسبت القوات التي تتصدى للتنظيم سنوات من الخبرة في عمليات الرصد والتعقب” وفقاً لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط”.
ويضيف الخبير في مؤسسة “سنتشوري للأبحاث” آرون لوندلوند: “إدلب منطقة حرب فوضوية مليئة بالنازحين تفتقد لوجود هياكل مؤسسية حقيقية أو حفظ السجلات”.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد نفذّت فجر الخميس 3 شباط، عملية إنزال في بلدة أطمة بإدلب اغتالت على إثرها المدعو “أبو إبراهيم القرشي” متزعم تنظيم “داعش” بعد اشتباكات عنيفة دارت بين القوة الأمريكية ومسلحي التنظيم المحيطين بـ”القرشي” خلّفت عدد من الضحايا بينهم أطفال ونساء.