خاص|| أثر برس
في ميزة اختص بها أحد أخطر الإرهابيين في العالم، تميز زعيم تنظيم “داعش” المدعو “أبو بكر البغدادي” بالظهور عبر خلال تسجيلات صوتية فقط، ولم يظهر في فيديو مصور إلا مرة واحدة فقط في بداية ما يسميها “خلافته”.
ففي تسجيله الأخير الذي تداوله التنظيم وعدة وسائل إعلام، كان حديث “البغدادي” بأسلوب مختلف عما سبق، فهو كان موبخ أكثر من داعم، وبغض النظر عن ماهية الخطاب، فأسلوب الظهور يطرح تساؤل وحيد: لماذا يظهر البغدادي في تسجيل صوتي وليس بفيديو مصور؟
هناك عدة احتمالات نورد منها:
أولاً: أن “البغدادي” يخاف أن تكشف أية علامة في الفيديو مكان تواجده.
ثانياً: أن يكون مصاب ويخاف أن يظهر أمام مسلحي التنظيم بهذا الشكل كي لا يسبب اضطرابات معنوية لهم.
ثالثاً: أن يكون “البغدادي” أصلاً غير موجود والصوت ليس صوته أساساً، فكم من خبر سبق ونشر عن مقتله أو إصابته بضربات جوية.
وتأكيداً لأن يكون السبب في ظهوره بتسجيل صوتي هو سبب يخفي وراءه علة، اعتبر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن تهديدات “أبوبكر البغدادي” تكشف عن ضعف التنظيم وحالة الإفلاس التي يعانيه بعد انهيار مخططاته الإجرامية.
وقال المرصد في تقرير أمس: “إن عدداً من الدلالات والرسائل الزمنية والموضوعية التي سعى البغدادي إلى إيصالها، ما كشف عن تراجع تنظيم داعش في مقابل صعود تنظيم القاعدة، خاصةً في منطقة الشرق الأوسط”.
فيما رأى موقع “عربي بوست” أن البغدادي في التسجيل الذي نشر مؤخراً، ركز فيه على السعودية ومصر، فقال: “حاول التنظيم اجتذاب السعوديين عبر التحدث بلغة الإسلام الأصولي المقبولة هناك، وحاول أيضاً اجتذاب المصريين عن طريق حملة القمع السياسي التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر”، أي كأنه يريد معين.
البغدادي في خطابه الأخير لم يُقدّم مشروعاً، ولا خارطة طريق للمرحلة المقبلة، ولم يطرح أي فكرة جديدة تستحق النقاش، ولم يُجب على تساؤلات أتباعه ومريديه، لم يأتِ بجديد، فقط أعاد شعارات “أبو الحسن المهاجري وأبو محمد العدناني” هو فقط أعاد التركيز على خطوط رسمها “العدناني والمهاجري” مما يكشف أنه لا يملك القرار ولا الخطة ولا الميدان، فهو مجرد شخص تمّ ترميزه دون النظر في قدرته على صناعة القيادة، فخلال 55 دقيقة صوتة فقط، أثبت “البغدادي” وهن التنظيم بدل من إثبات الصورة المعاكسة التي كان يريد إيصالها.