شهد الأسبوع الفائت تصعيداً “إسرائيلياً” لافتاً في سوريا، حيث استهدف الكيان الإسرائيلي في ثلاثة أيام ثلاثة مواقع، اثنين منهم في محيط العاصمة دمشق والثالث في محافظة حمص، ما أودى بحياة عسكريين سوريين ومستشارين إيرانيين.
التصعيد “الإسرائيلي” تزامن مع تطورات عدة شهدتها الساحة السياسية في سوريا والشرق الأوسط، حيث التقارب العربي- السوري، والتقارب السعودي- الإيراني بمبادرة صينية، إضافة إلى أن هذا التكثيف جاء بعد أيام من التصعيد ضد القواعد الأمريكية شرقي سوريا، وفي هذا السياق نشرت بعض وسائل الإعلام العبرية والأمريكية تقاريراً عن أسباب تكثيف “الاعتداءات الإسرائيلية” على سوريا، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية مقالاً لفتت فيه إلى أن “تزايد الضربات يأتي في الوقت الذي تحاول فيه الدولة السورية التواصل مع المنطقة، ليس فقط مع الخليج ومع تركيا أيضاً”، الأمر ذاته أكده تقرير نشره موقع “المونيتور” الأمريكي جاء فيه: “يأتي التصعيد العسكري في سوريا في الوقت الذي يسعى فيه القادة العرب إلى التقارب مع الرئيس بشار الأسد”.
ومن أبرز تطورات الحراك العربي إزاء سوريا هو انتشار أنباء عن نية السعودية دعوة الرئيس بشار الأسد، لحضور القمة العربية المفترض عقدها في الرياض بتاريخ 19 أيار القادم، وفي هذا السياق لفتت صحيفة “معاريف” العبرية إلى أن “مشاركة الرئيس السوري في قمة جامعة الدول العربية، ستمثل تطوراً هاماً في إعادة العلاقات بين سوريا والدول العربية منذ عام 2011″، مشيرةً إلى أنّ ذلك “يصور تغييراً في الموقف الإقليمي تجاه سوريا” منوّهة بزيارة وزير الخارجية فيصل المقداد، إلى مصر حيث نشرت: “إنّ الزيارة تهدف إلى وضع خطوات لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بوساطة مصر والسعودية”.
وكذلك موقع قناة “i24” العبرية لفت إلى أن “عودة سوريا إلى الهيئة المكونة من 22 عضواً ستصور تغييراً في النهج الإقليمي تجاه الحرب في سوريا”.
وبدورها، اعتبرت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن “دعوة الرئيس الأسد إلى القمة العربية في الرياض، تأتي في ظل تغيير كبير في السياسة الخارجية للسعودية، مما يعزز علاقاتها مع الصين، إلى جانب تجديد العلاقات مؤخراً مع إيران”.
وتشير التحليلات الأمريكية باستمرار إلى أن التقارب العربي الحاصل مع دمشق هو نتاج لسياسة أمريكية خاطئة إزاء سوريا والشرق الأوسط عموماً، دفعت بعض الدول العربية نحو التعددية في تحالفاتها الخارجية.