يصنع نحات ليبي من بقايا الأشجار الميتة، حياة بإبداع فني يتشكَّل ليعكس حسّاً فنيّاً متميزاً، إذ يجمع عبد اللـه سعيد الخشب من البراري، في مدينة شحات شرقي ليبيا، ويحولها إلى أعمال فنية ترمز لجوانب مختلفة من ثقافة بلاده.
وبدأ النحات الليبي 29عاماً، تعليم نفسه فن النحت على الخشب بهدف الحفاظ على الثقافة الليبية، بعد أن وجد أن الأشغال اليدوية المتمثلة بالنحت، وتشكيل الصلصال، هي الأقرب الى ميوله، لأنه يمتلك فيها مساحة أكبر لإبراز عضلاته الفنية، وإظهار جوانب الإبداع المدفونة داخله.
يقول عبد اللـه إنه وفي أثناء دراسته الجامعية كان يمارس هوايته في أوقات الفراغ، حتى تخرج من “كلية الموارد الطبيعية وعلوم البيئة”، وحينها قرر أن يصب كل اهتمامه في تطوير هوايته، كي يغدو أكثر مهنية واحترافاً.
ويوضح عبد اللـه أن معظم أعماله مستوحاة من الطبيعة بالدرجة الاولى، حيث كان لشجرة العرعر النصيب الأوفر منها، وقد كان أول معرض خاص له باسم “بوح العرعر” كانت الأعمال تخاطب الأشكال التي تتخذها أغصان العرعر، من التواءات، وأشكال تجريدية، لتحمي نفسها من قوة العوامل الجوية مما جعلها تملك لوناً مميزاً براقاً، وصلابة شديدة كصلابة الصخر.
وقدّم الشاب الليبي منذ 7 سنوات إلى الآن، أعمالاً تعكس رسالة لمفاهيم أراد أن يقدِّمها للجمهور الليبي تحمل طابعاً وطنيّاً في بلد تكاد تمزِّقه الحروب والنزاعات، ويستلهم جزءاً كبيراً من أعماله من الطبيعة و الروح الأثرية التي تعبق بها مدينة قورينا الأثرية.