نفّذ حزب الله في لبنان، ليل اليوم الاثنين، عملية نوعية استهدف من خلالها مواقع وقواعد في مدينة حيفا المحتلة وطبريا بعدد من الصواريخ ما أسفر عن وقوع إصابات وخسائر مادية كبيرة.
وأكد حزب الله في بيان أن عناصره أطلقوا صلية من صواريخ “فادي 1” على قاعدة “الكرمل”، جنوبي حيفا، مؤكداً أن العملية تأتي “في إطار سلسلة عمليات خيبر، ورداً على استهداف المدنيين والمجازر التي يرتكبها العدو”.
كما أعلن عن استهداف “قاعدة نيمرا” التي تعتبر (إحدى القواعد الرئيسية في المنطقة الشمالية) غرب طبريا بصلية صاروخية.
واعترفت وسائل إعلام “إسرائيلية” بوقوع 10 إصابات من جراء إطلاق صواريخ من لبنان نحو مدينتي حيفا وطبريا، بينها حالات حرجة، فيما أعلن الإسعاف “الإسرائيلي” أن فتى (13 عاماً) تعرض لإصابة خطرة جراء إطلاق صاروخ من لبنان نحو طبريا.
وتحدّث الإعلام “الإسرائيلي” عن سقوط صواريخ أطلقت في اتجاه حيفا، مشيراً إلى فشل محاولات الاعتراض من قبل “جيش” الاحتلال الإسرائيلي.
وانتشرت مقاطع فيديو عديدة لسقوط الصواريخ على عدة مبانٍ في المدينة المحتلة، وتظهر حجم الدمار وتضرر السيارات.
ويأتي قصف حيفا بالتزامن مع ذكرى هجوم “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول/أكتوبر من عام 2023 الفائت.
وفي السياق، قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا: “إن قصف حزب الله مدينة حيفا شمالي إسرائيل نقطة تحول وقرار استراتيجي، وليس تكتيكياً، وذلك رداً على استهداف الاحتلال للمدنيين في لبنان”، مضيفاً: “حزب الله استهدف سابقاً قواعد ومنشآت عسكرية في حيفا، أبرزها قاعدة رامات ديفيد الجوية، لكن القصف الجديد طال مناطق مدنية، مما يعني دخولها دائرة الاستهداف”.
ويواصل حزب الله، التصدّي لمحاولات تسلل جنود الاحتلال عند الحدود جنوبي لبنان، حيث أعلن في بيان أمس الأحد أن “المقاومة الإسلامية في لبنان أجبرت قوةً إسرائيليةً على الانسحاب في اتجاه فلسطين المحتلة، بعدما اشتبكت معها في أثناء محاولتها التسلل إلى بلدة يارون الحدودية”.
وسبق أن أجبر حزب الله قوةً من الجنود “الإسرائيليين” على التراجع لدى محاولتها التسلل في اتجاه خلة شعيب، موقعاً فيها إصابات مؤكدة، فيما كشف ضابط ميداني في غرفة عمليات المقاومة الإسلامية ليل السبت – الأحد تفاصيل كمين نفّذته المقاومة في عديسة الحدودية، أسفر عن سقوط نحو 15 جندياً بين قتيل وجريح، بحيث علا صراخهم وعويلهم بوضوح.
ومنذ إعلان بدء العملية البرية في اتجاه قرى جنوبي لبنان، أحصت المقاومة مقتل أكثر من 25 ضابطاً وجندياً في صفوف نخبة “الجيش” الإسرائيلي، وإصابة أكثر من 130، في أرقام اعترف الاحتلال ببعضها.
وكشفت هيئة البث “الإسرائيلية” أن عدد قتلى جنود جيش الاحتلال ارتفع إلى 728 منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
وتتكتم “إسرائيل” على الخسائر البشرية والمادية جراء المواجهات العسكرية مع حزب الله ومعاركها البرية في قطاع غزة، مع الإشارة أيضاً إلى أنها تمنع أيضاً التصوير وتداول الصور ومقاطع الفيديو، وتحذر من الإدلاء بأي معلومات لوسائل الإعلام في هذا الشأن، إلا من خلال جهات إعلامية تخضع لرقابتها المشددة.
وكثف الاحتلال الإسرائيلي ليلاً من غاراته على الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث نفذ نحو 15 غارة استهدفت أبنية سكنية ومحطة وقود، في حين استهدف الاحتلال بلدة القماطية – قضاء عاليه، أمس الأحد، وذلك للمرة الأولى منذ بدء عدوانه، ما أدى إلى استشهاد 6 أشخاص، بينهم 3 أطفال، وإصابة 11 آخرين بجروح، كما وتحدثت وسائل إعلام لبنانية عن خروج مستشفى السان تيريز ومستشفى الرسول الأعظم عن الخدمة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة.
يذكر أن حصيلة الشهداء جرا الغارات “الإسرائيلية” في لبنان تجاوزت الـ 1974، إضافةً إلى وجود أكثر من 9384 جريحاً، بحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة اللبنانية.