بات التقارب الذي تبديه قطر من روسيا وأمريكا واضحاً، خاصة وأنه يتزامن مع تبدلات عديدة في الشرق الأوسط، لا سيما في سوريا واليمن والأزمة الخليجية التي تشهد تفاقماً باستمرار.
فقالت صحيفة “نيزافيسيميا غازيتا” الروسية عن العلاقة بين قطر وروسيا:
“أصبح التعاون السياسي بين البلدين في الشرق الأوسط جزءاً هاماً من المفاوضات بين آل ثاني وبوتين، وكما أشار الأستاذ في علم الاجتماع السياسي بجامعة قطر ماجد الأنصاري، فإن رؤية الدوحة وموسكو للوضع في المنطقة تصبح أكثر تشابهاً والتناقضات بين قطر وروسيا بشأن الملف السوري، باتا قادرتان على التغلب عليها”.
أما “الوطن” السورية فقالت:
“عملت الدوحة على موازنة التفاهمات الروسية-السعودية وضغوط موسكو العسكرية على المسلحين المدعومين من تركيا وقطر، عبر التقارب مع إيران، لكنها مع ذلك حافظت على الود تجاه إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ثم عدل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعيد توليه مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، أولويات العلاقات الأميركية في الخليج العربي”.
وتناولت “الحياة” السعودية السياسة التي تتبعها روسيا في العالم بشكل عام، فورد فيها:
“الرئيس الروسيّ يحمل برنامجاً مفاده استعادة القوة السوفياتية من دون امتلاك الأدوات اللازمة لهذه الاستعادة، فالكتلة السوفياتية الضخمة ولت، وبات الكثير من دولها أعضاء في حلف الناتو والاتحاد الأوروبيّ”.
كل هذا يأتي في ظل المواقف المحرجة التي تقع فيها السعودية سياسياً وإعلامياً، ففي ظل الحديث عن التقارب بين قطرمن جهة وروسيا وأمريكا من جهة أخرى لا سيما في المجال العسكري، يزور ولي العهد محمد بن سلمان واشنطن وتكشف وسائل الإعلام الأمريكية على الأسلوب الذي استُقبل به ابن سلمان في الكونغرس، والصحف السعودية تتحدث العكس، حيث قالت صحيفة “عكاظ” السعودية: “زيارة الأمير محمد بن سلمان هذه واستقباله استقبال رؤساء الدول وبمثل هذه الهالة الديبلوماسية”، في حين قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية:”استقبل أعضاء الكونغرس الأمريكي ابن سلمان ببرود لافت”.
ويتزامن هذا التقارب بين روسيا وقطر مع ازدياد التوافق في المواقف بين روسيا وتركيا في سوريا حيث أعلن “المرصد السوري المعارض” عن اتفاق روسي – تركي يقضي بانسحاب روسيا من نقاطها في تل رفعت شمالي سوريا، وبدء العملية العسكرية التركية على مشارف المدينة.