اشتكى أهالٍ في مدينة حلب من تغير طعم المياه في عدد من أحياء المدينة إذ وصفوا طعمها أشبه بـ “العفن”، وضجت العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك بشكاوى الأهالي وتخوفهم من هذا الطعم الغريب.
وفي شكواهم لـ أثر برس” أكد الكثير من الأهالي أن طعم المياه غير طبيعي، مبدين تخوفهم من هذا الطعم وأثره السلبي على الصحة.
في حين بيّنت مصادر في المؤسسة العامة لمياه الشرب في حلب لـ “أثر” أن المياه التي يتم ضخها مطابقة للمواصفة وهي معقمة ومكلورة، مؤكدة أنه يتم أخذ عينات بشكل دوري من المحطات والخزانات والشبكة على كامل أحياء المدينة للتأكد من مطابقتها للمواصفات.
ولفتت المصادر إلى أنه تمت زيادة نسبة الكلور في المياه ضمن الحدود المسموحة بناء على توصية المجلس الصحي الفرعي منذ فترة.
وفي السياق كشفت مصادر طبية لـ”أثر” عن حالات إسهال والتهاب معوي تراجع المشافي والعيادات خلال الفترة الماضية، تمت معالجتها.
بينما يوضح لـ “أثر” اختصاصي الأمراض الداخلية والصدرية في مدينة حلب الدكتور هيثم قربي أنه تجتاح تجتاح حلب في هذا الخريف هجمة إسهالات حادة، إذ يراجع مرضى العيادات وغرف الإسعاف بنسبة أعلى من الأشهر السابقة، مشدداً على ضرورة التنبه لأساليب الوقاية بتنظيف وغسل الخضار والفاكهة بالبرمنغنات بشكل جيد ومنع الخضار الورقية في المطاعم والمحال العامة وحظر بيع الأغذية المكشوفة وترحيل حاويات القمامة بسرعة والتأكيد على نظافة دورات المياه خاصة في المدارس والمطاعم والمباني العامة.
وأوضح الدكتور قربي بأن أهم العوامل الممرضة هي فيروس نوروفايرس Norovirus وكذلك المتحور XEC لكوفيد -19 والكوليرا وجراثيم السالمونيلا والشيغيلا والإي كولاي.
وعن آليات المعالجة قال الدكتور قربي: “يجب تعويض السوائل والشوارد في المشافي بحزم خاصة في حال تكرر الإسهال أكثر من 4-5 مرات باليوم مع ظهور علامات التجفاف وانخفاض الضغط والوهن العام والمغص الشديد وفقد الشهية على الطعام حرصاً على الحفاظ على وظيفة الكليتين، وضرورة مراجعة أحد أقسام الإسعاف”.
ويضيف الدكتور قربي أن الخريف فصل الإسهالات خاصة في المدارس وأكثر الفئات المستهدفة هي الأطفال وكبار السن ومرضى قصور القلب والكليتين والسكري، مؤكداً على قواعد النظافة الشخصية داخل البيوت وفي مواقع العمل.
يذكر أن مديرية الشؤون الصحية في مجلس مدينة حلب أصدرت تعميماً بناء على مقررات المجلس الصحي الفرعي بضرورة تقيد المطاعم ومحال بيع السندويش والعصائر والمرطبات بضرورة التقيد بالنظافة العامة للمحال والنظافة الشخصية للعاملين فيه ومنع تقديم الخضروات الورقية ومنع تقديم عصير “السلاش” ومنع عرض المواد الغذائية المكشوفة أمام المحال، والتشدد بتطبيق الشروط الصحية والالتزام بها، مؤكدة على اتخاذ اشد العقوبات بحق المخالفين.
حسن العجيلي – حلب