أثر برس

ما خلفيات طلب تركيا المستمر لوقف إطلاق النار في إدلب وريف حماة؟

by Athr Press Z

تستمر تركيا بطلب الوساطات الروسية لعقد هدنة وقف إطلاق النار في منطقة “خفض التوتر” وفي كل مرة يتكرر السيناريو نفسه، حيث تعلن الدولة السورية عن التزامها بالهدنة وبعد ساعات قليلة “جبهة النصرة” والفصائل المسلحة يخرقونها ويعلنون عدم قبولهم بها في الوقت الذي لازالت تركيا ترسل التعزيزات العسكرية لهم، وهذا ماتكرر في الهدنة التي تم الإعلان عنها منتصف ليل أمس الأربعاء.

صحيفة “فوينيه أوبزرينيه” الروسية تحدثت عن هذه الهدنة، حيث نشرت:

“في الوقت الذي ستقضي فيه القوات الحكومية السورية، بدعم من روسيا، على الإرهابيين المتحصنين في إدلب، ستغضب تركيا، وسيطالب أردوغان بوتين بوقف إطلاق النار فوراً، ولكن هذه كلها لعبة دبلوماسية، ففي الواقع، سيتعين على أنقرة قبول ما يحدث، لا مخرج أمامها، فتركيا، على خلفية تدهور علاقاتها مع الولايات المتحدة، تحتاج إلى روسيا لتخويف الغرب، على مبدأ، إذا لم تلعبوا وفق قواعدنا، سنتوجه نحو موسكو، ولأشد ما يخشون في واشنطن ذلك، لأن فقدانهم تركيا سيؤدي إلى تغيير ميزان القوى في شرق البحر الأبيض المتوسط عموماً”.

كما أشارت صحيفة “الشرق الأوسط” إلى عناصر يتوجب على تركيا الالتزام بها عندما تطالب بالهدنة، فقالت:

“تشمل خيار وقف إطلاق نار جديد، تعهدات من تركيا وروسيا بتعزيز آلية مراقبة الانتهاكات في كل أنحاء إدلب، وزيادة التعاون الاستخباراتي لتحديد عناصر جبهة النصرة، للاستهداف المشترك، وتوسيع المنطقة المنزوعة السلاح لتشمل أجزاء من الطرق السريعة الرئيسية لإدلب، وفي المقابل؛ تتعهد تركيا بالتوقف عن تقديم الدعم العسكري لقادة إدلب الذين عملوا مع النصرة، وقطع العلاقات التجارية مع الكيانات المرتبطة بالهيئة في إدلب”.

في حين تناولت صحيفة “العرب” تفاصيل هذا الاتفاق فورد فيها:

“رغم إعلان روسيا عن اتفاق وقف إطلاق النار شمال غرب سوريا بعد مفاوضات مع الجانب التركي.. أطلقت الفصائل المسلحة نيران المدفعية على القوات الحكومية.. وطالبت تركيا روسيا بالعمل على الحد من هجوم القوات الحكومية بينما قالت موسكو إن على أنقرة أن تكبح الجماعات المتشددة التي تهيمن على إدلب”.

تحاول تركيا منع العمل العسكري في إدلب ومحيطها، وإبعاد الخطر عن الفصائل المسلحة الموالية لها وعلى رأسها “جبهة النصرة”، وتحاول في هذا السياق استغلال علاقتها مع روسيا والمصالح المشتركة التي تربطهما، لكن في هذا الملف لم تتمكن روسيا من خدمة تركيا، خصوصاً بعد إثبات تركيا وبشكل واضح جداً وصريح أنها لم تتمكن من تطبيق أي اتفاق طالبت بعقده مسبقاً مع روسيا، بما فيها اتفاق “إدلب” واتفاق “خفض التصعيد”.

اقرأ أيضاً