أثر برس

ما هدف أردوغان من المصالحة مع سوريا؟

by Athr Press A

أثار الحديث الذي نقلته وكالة “رويترز” مؤخراً عن الرفض السوري لعقد لقاء بين الرئيس بشار الأسد، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في الوقت الحالي، العديد من التساؤلات في الأوساط السياسية والإعلامية، التي عدّته رسالة واضحة من سوريا إلى المعارضة التركية، في كل أطيافها، للقول “إن دمشق معها وليست مع إردوغان”.

وفي هذا الصدد، يرى الكاتب المتخصص بالشأن التركي حسني محلي، في مقال له في “الميادين نت”: “إنّ موقف دمشق هذا شجّع أحزاب المعارضة على التحرك تجاه دمشق، وأعلنت قياداتها، في أكثر من تصريح، أنها تخطط من أجل زيارة سوريا، مع تأكيد ضرورة الحوار المباشر مع الدولة السورية ورئيسها الشرعي بشار الأسد، من أجل الاتفاق معه بشأن مجمل القضايا التي تخص البلدين”.

وأضاف محلي: “إن هذا يأتي بدون أن يكون واضحاً؛ متسائلاً: هل ستتعامل دمشق مع تحركات المعارضة هذه، وكيف؟، في الوقت الذي يعرف الجميع أن الأزمة السورية، في كل معطياتها الأمنية والسياسية والعسكرية، ستكون من أهم موادّ الحملة الانتخابية المقبلة، التي وضع أردوغان من أجلها عدداً من السيناريوهات، أهمها إبعاد حزب الشعوب الديمقراطي (الكردي) عن تحالف المعارضة، والعمل على سحب هذا الحزب إلى جانبه، وهو ما يتطلّب موقفاً أكثر وضوحاً تجاه الوضع شرقي الفرات؛ الموضوع الرئيس في الحوار السوري – التركي المستقبلي.

وأوضح محلي أنه “بعد أن حسم الرئيس التركي مصالحاته مع ابن زايد وابن سلمان والسيسي، وهم جميعاً حلفاء (نتنياهو)، حليف أردوغان الجديد، فإن المسؤولين الأتراك زادوا في تصريحاتهم المتناقضة والغامضة والخاصة بالمصالحة مع الرئيس الأسد”، لافتاً إلى أن “سوريا ماتزال تتعرض إلى التأمر من عواصم المنطقة، وفق المسرحية التي أدّى الكلّ، وما زالوا، أدوارهم فيها بمهارة فائقة، وهم الآن يكرّرونها تحت شعار السلام والأمن والاستقرار، تحت مظلّة “اتفاقيات أبراهام”.

وسبق أن أفادت وكالة “رويترز” ، بأن ثلاثة مصادر قالت: “إن سوريا تقاوم جهود الوساطة الروسية لعقد قمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد عداء دام أكثر من عقد منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا”.

وفي هذا السياق، نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، تأكيده أن بلاده ترحّب بالتقارب بين دمشق وأنقرة لكنها لن تضغط على أحد، حيث قال: “نحن دائماً نعبر عن استعدادنا، لكن حتى الآن لم يتم القيام بأي عمل ملموس على المستوى السياسي… حتى الآن لا توجد مثل هذه الخطط”.

وأضاف: “كل شيء يعتمد على رغبات الأطراف، لكننا لا نفرض شيئاً على أحد… إذا طلبتا منا الوساطة وكان لشركائنا، في أنقرة ودمشق، مثل هذه المصلحة، فسنرد بالطبع بالإيجاب”.

أثر برس

اقرأ أيضاً