أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الخميس الفائت عن التوصل إلى ماوصفه باتفاق “سلام تاريخي” بين الكيان الإسرائيلي و الإمارات ، وذلك عبر تغريدة على موقع “تويتر” قال فيها: “انفراجة كبيرة اليوم! اتفاقية سلام تاريخية بين صديقينا العظيمين، إسرائيل والإمارات العربية المتحدة”، الغريب بالأمر هو أن العلاقات بين الإمارات والكيان الإسرائيلي لم تكن مخفية، فلماذا قرر ترامب هذا الاستعراض السياسي وفي هذا التوقيت؟، هذه الأسئلة وغيرها أجاب عنها المحللون في الصحف العربية والأجنبية.
فنشرت “كومير سانت” الروسية:
“على الرغم من عدم إحراز تقدم ملموس بشأن صفقة القرن، سيستعرض ترامب بالتأكيد نجاح سياسته في الشرق الأوسط لمؤيديه وللمانحين، وهكذا، يمكن أن يكون تطبيع العلاقات بين الكيان الإسرائيلي والإمارات العربية المتحدة، إنجازاً بديلاً يقدمه للناخب.. من المهم أن يُظهر ترامب أن أحداً في واشنطن لا يرقى إلى درجة صداقته مع الكيان الإسرائيلي”.
أما “الشرق الأوسط” السعودية فحاولت تبرير ما حصل على فنشرت:
“في العالم 193 بلداً، تشكل المجتمع الدولي في الأمم المتحدة، بينها 163 دولة كلها معترفة بإسرائيل، ويكفي أن تقرأ هذه الأرقام لتعرف أن ما حدث أول من أمس ليس قضية خطيرة رغم كل ما سمعتموه، علاقات الإمارات بإسرائيل جاءت بعد 27 عاماً من اتفاق أوسلو، وبعد 40 عاماً من وصول سعد مرتضى، أول سفير مصري إلى تل أبيب”.
وفي مجلة “بولتيكو” الأمريكية جاء:
“هذه الصفقة، بخلاف كونها حيلة دعائية، لا تمثل تحولاً كبيراً في العلاقات الجيوسياسية، حيث كانت الإمارات والكيان الإسرائيلي يتعاونان بالفعل بهدوء في المسائل الأمنية.. إضافة إلى أن الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية في المنطقة لا يزال قوياً، على الرغم من الجهود المخفية لإظهار أن القضية لم تعد بارزة، ولاحظت أن التعبير عن دعم فلسطين هو في الواقع، أيضاً، تعبير عن عدم الرضا السياسي، وخاصة في السعودية والبحرين والإمارات”.
كما ورد في “القدس العربي“:
“رغم البؤس الشديد الذي يكتنف الإعلان عن «اتفاق سلام» بين بلدين لم يتحاربا، فإن القضيّة بمجملها تبدو نوعاً من الكوميديا السوداء، بدءاً من اختيار ترامب لاسم «اتفاقية أبراهام» مستخدما الإشارة التوراتية والإسلامية، التي تعتبر النبيّ إبراهيم هو سلف المسلمين واليهود والمسيحيين، ومروراً بمحاولة الإمارات بيع الحدث للفلسطينيين بالقول إنها وافقت على التطبيع مع تل أبيب مقابل وقف ضم إسرائيل لأراضي الفلسطينيين، ووصولاً إلى ظهور ألوان العلم الإماراتي بالمصابيح المضيئة على مبنى بلدية تل أبيب، بحيث يختلط الدينيّ بالسياسة والتسلية.. ما كنا بحاجة لنستيقظ لنتأكد من إعلان اتفاقية (سلام) هدفها تبرير قتل الفلسطينيين وانتهاك مقدساتهم وسرقة أراضيهم”.
هذه الاتفاقية ما هي إلّا استعراض أمريكي-إسرائيلي بأداة إماراتية، ليتمكن كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتيناهو” من تحقيق إنجاز سياسي هم بأمس الحاجة له، في ظل تعرضهم للكثير من الضغوط الداخلية إلى جانب فشلهم في تنفيذ خطة الضم وبنود صفقة القرن، ومن منحى آخر فإن هذه الاتفاقية قد تضر إلى حد كبير بمستقبل الإمارات وفقاً لرأي المراقبين.