شهد الأسبوع الفائت عملية نوعية للجيش اللبناني في عرسال حيث نجح باعتقال عشرة إرهابيين وقتل ما يُعرف بالقاضي الشرعي لتنظيم ” داعش” في القلمون، كما تمكن من إلحاق الضرر بمواقع تابعة للتنظيم في جرود رأس بعلبك الحدودية مع سوريا.
وفسّر خبراء عسكريون هذه العملية أنها بداية التحضيرات لمعركة في ما تبقّى من جرود عرسال والقلمون وذلك بالتنسيق بين الجيش ومقاتلي حزب الله ولا بد من الإشارة إلى أن القضاء على “داعش” في هذا المحور يوجب انتهاء المعارك في كامل محيط دمشق.
مما يفتح الطريق أمام الولايات المتحدة الأميركية بالتواجد في ساحة المعركة في لبنان، كونها حملت على عاتقها مسؤولية القضاء على التنظيم في سوريا والمنطقة، فبدأ حضورها في هذه المعركة المتوقعة بارتفاع وتيرة تزويد الولايات المتحدة الأميركية الجيش اللبناني بالأسلحة، واختيار مطار “رياق” في البقاع اللبناني لهبوط الطائرات العسكرية الأميركية التي تنقل السلاح للجيش، حيث زودت واشنطن الجيش اللبناني بمساعدات عسكرية عاجلة للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، وذلك بحسب مصادر إعلامية.
وفي نفس الوقت يُذكر أن هناك مشروع قانون يحيكه الكونغرس الأميركي، يهدف إلى فرض عقوبات مالية جديدة على أحزاب ومؤسسات وأشخاص لبنانيين، مما دعا الرئيس اللبناني “ميشيل عون” إلى لفت نظر “تاسك فورس فور ليبانون” مبعوث مجموعة العمل الأميركية من اجل لبنان، أن هذا القانون سيلحق ضرراً كبيراً بلبنان وشعبه وأنّ مثل هذه الإجراءات الأميركية لا تتناسب مع حجم ونوعية العلاقات اللبنانية– الأميركية التي يحرص لبنان على تعزيزها.
تعتبر هذه المساعدات العسكرية الأميركية في لبنان واحتكار مطار “رياق” لها تتمة لسلسلة التواجد الأميركي في المنطقة العربية، فأمس في سيناء وقبلها في سوريا والعراق التي دخلتهما تحت عنوان القضاء على “داعش” لتستهدف فيما بعد نقاط تابعة للقوات السورية، مستغلة الظروف المأساوية التي يعيشها الشرق الأوسط لتحاول السيطرة من جديد على عمليات صنع القرار في المنطقة دون أن تعير أي اهتمام لسيادة دولها.