بالتزامن مع الضغوطات التي يمارسها أعضاء في الإدارة الأمريكية لا سيما في الكونغرس الأمريكي، لعرقلة مشروع خط الغاز العربي الذي ينقل الكهرباء الأردنية والغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا، أكد وزير الطاقة الأردني صالح خرابشة، أن بلاده باتت على استعداد للبدء بنقل الكهرباء إلى لبنان وأنهم بانتظار البنك الدولي لاستكمال عملياته التمويلية مع لبنان.
وقال الخرابشة في تصريح لموقع “ميديل إيست أي”: “ننتظر البنك الدولي استكمال عملياته التمويلية مع لبنان، وبمجرد حصولنا على الموافقة النهائية من الجانب الأمريكي، نحن على استعداد لبدء نقل الكهرباء”.
ويأتي حديث الخرابشة استناداً إلى اتفاق لبناني – أردني – مصري يقضي بتزويد الأردن بـ150 ميغاواط من الكهرباء للبنان من منتصف الليل حتى السادسة صباحاً و250 ميغاواط خلال بقية اليوم، مع حصول سوريا على 8% من الطاقة المنقولة.
ويؤكد خبراء أردنيون على مدى حاجة الأردن إلى هذه الصفقة، حيث نقل الموقع البريطاني عن المحلل السياسي الأردني عامر صبيلة، قوله: “إن عمّان بحاجة إلى تنويع مصادر دخلها والاستفادة من موقعها الجغرافي”، مشيراً إلى أهمية سوريا الاستراتيجية والاقتصادية للأردن قبل الحرب.
وأضاف أنه “مع ذلك، تظل المملكة فقيرة الموارد ملتزمة بمطالب مانحيها، مع وجود الولايات المتحدة على رأس القائمة”، مؤكداً أن الصفقة لن تمضي قدماً دون “مباركة أمريكية وأوروبية”، معتبراً: “إنها بحاجة إلى مظلة سياسية للبقاء، في حين أن العديد من العناصر السياسية ما زالت مفقودة”.
فيما أشار الموقع إلى أنه في الأشهر الأخيرة، واجهت الصفقة عدة عقبات، حيث انتقد المشرعون الجمهوريون البارزون في لجان العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي ومجلس الشيوخ المقترحات، قائلين إنها “ستثري بلا شك الدولة السورية”.
وفي هذا الصدد، تحدث الخبير الاقتصادي وخبير الطاقة الأردني عامر شوبكي، عن حجم الفائدة التي تحققها سوريا من هذه الصفقة حيث قال: “إن المدفوعات العينية التي ستحصل عليها سوريا بموجب الصفقة تعادل حوالي 22.5 ميغاواط ساعي يومياً، وهي كافية لإضاءة ما يقرب من 22500 منزل”.
كما نقل عن الاقتصادي السياسي السوري كرم شعار قوله: “إن فوائد الصفقة لقطاع الكهرباء السوري ملموسة للغاية وستوفر ما يقارب من 5% من احتياجات الكهرباء في المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية”، مشيراً في الوقت ذاته إلى فوائد سياسية ستجنيها سوريا من هذه الصفقة حيث قال: “الفوائد السياسية ترتبط أساساً بالرسائل، فالدولة السورية ستتمكن من إبلاغ الدول المجاورة والمستثمرين في الخارج أن التطبيع جار”، مؤكداً أنه مع تطور الحرب الأوكرانية، لن تتلاشى عمليات التطبيع هذه
وأشار الشعار إلى أن روسيا وقعت “العديد” من مذكرات التفاهم والعقود الملزمة مع سوريا بشأن استثمارات في قطاع الغاز.
ولفت “ميدل إيست أي” في تقريره إلى أنه من المرجح أن تكون الولايات المتحدة أكثر تردداً في دعم الصفقة، بالنظر إلى المساعدات المحتملة لمصالح الغاز الروسية.