تفشي فيروس كورونا المستجد دفع دول العالم إلى اتخاذ إجراءات احترازية عديدة أبرزها حظر التجول والحد من التجمعات عبر إغلاق أماكن التجمع إضافة إلى إغلاق الحدود، وذلك للحد من تفشيه، بعد انتشاره في الكثير من دول العالم التي تم فيها تسجيل إصابات بأعداد كبيرة ووفيات بهذا الوباء.
ومن البلدان التي إتخذت إجراءات احترازية استباقية قبل أن يرتفع عدد المصابين فيها إلى حد كبير هي سورية، وحول هذه الإجراءات نشرت صحيفة “الوطن” السورية:
“مع مرور الأيام العشرة الأولى من الحظر يمكن ملاحظة مايلي، أولاً: نجحت الحكومة السورية في تطبيق حظر تدريجي لم يثر هلع المواطنين وإن سبب القلق لهم في بداياته، ثانياً: أبدى معظم المواطنين السوريين درجة عالية من الوعي من خلال التزامهم بالحجر، ثالثاً: توافر المواد الغذائية والمستلزمات المعيشية والمحروقات وغيرها من المواد بالإضافة إلى عدم انتشار المرض بدد القلق لدى المواطن السوري الذي ظهر في بداية الحظر” وأضافت الصحيفة أن “على الحكومة السورية أن تستغل المرحلة الحالية لتعزيز القطاع الصحي بحيث تكون هناك قدرة على الاستجابة لأي انتشار محتمل لفيروس كورونا، وإلا فإن القلق الذي سيتحول إلى هلع فيما لو انتشر الفيروس في مرحلة لاحقة سيبدد كل الجهود الحكومية السابقة”.
ومن أهم المشاكل التي واجهت الدولة السورية في مواجهة فيروس كورونا هي مسألة دخول إلى بطريقة غير شرعية إلى الأراضي السورية وامتناعهم عن الخضوع للحجر الصحي، الأمر الذي تناولته جريدة “الأخبار” اللبنانية، حيث ورد فيها:
“المخاوف السورية حيال دخول بعض الأشخاص السوريين بطريقة غير شرعية إلى البلاد، والاشتباه بإصابة بعضهم بفيروس كورونا، دفع الداخلية السورية إلى إطلاق تحذير صريح بالحجر على جميع المواطنين الذين يأتون من لبنان عبر المعابر غير الشرعية، والتحقيق معهم وإحالتهم إلى القضاء”.
أما صحيفة “الاتحاد” الإماراتية فتحدثت عن ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية في كافة البلدان بشكل عام، فقالت:
“من واجب أفراد المجتمع جميعاً الأخذ بالاحتياطات الاحترازية الصحية والإجراءات الوقائية الأخرى اللازمة، لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وبشكل جدي وبلا أي نوع من التهاون، ومنها في هذه المرحلة الحرجة التقيد التام بالتباعد الاجتماعي .. وعليه، فإن أَهملت مجتمعاتنا وجماهيرنا العربية وفي الشرق الأوسط عامةً الإجراءات الوقائية الصحية الاحترازية اللازمة التي تنصح بها الحكومات التقيد بها، فإن النتائج ستكون فظيعة جداً على مجتمعاتنا”.
وفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية وحكومات الدول فإن الحجر المنزلي إلى الآن يعتبر أفضل طريقة للحد من تفشي فيروس كورونا في العالم، وذلك في ظل عدم القدرة إلى الآن على إيجاد علاج أو لقاح لهذا الفيروس، حيث لا يزال يحصد أرواح المزيد من البشر في مختلف دول العالم، كما تحذّر منظمة الصحة العالمية من أن سورية من البلدان التي قد تشهد تفشياً لفيروس كورونا نظراً للظروف المحيطة بها بسبب الحرب التي كانت قائمة فيها ووجود المخيمات الواقعة تحت سيطرة المجموعات المسلحة وقوات الاحتلال الأمريكية والتركية والتي تفتقد إلى كافة وسائل المعيشة الصحية.