أثر برس

مبررات الاستنفار السعودي حول إرسال قطر لقواتها إلى سوريا

by Athr Press Z

ظهر التخبط السعودي من التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس الفائت بشكل واضح، حيث أكد ترامب أن بعض الدول العربية لم تكن موجودة إلى الآن لولا الدعم الأمريكي لها، مطالباً بتقديم الدعم المادي للقوات الأمريكية في سوريا أو إرسال قواتها إلى البلاد، فأسرعت السعودية على تأكيدها بضرورة إرسال قطر لقواتها إلى سوريا، ما يعني أن السعودية رغم أزمتها مع قطر مستعدة للتعامل معها في سوريا تحت الإدارة الأمريكية.

إذ أكدت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” الروسية أن قطر لا يمكن أن تسمح لقواتها بالذهاب إلى سوريا، حيث ورد فيها:

“السعودية وقطر، منذ بداية الصراع في سوريا، تدعمان الجماعات المسلحة التي تعارض قيادة سوريا، في الواقع هما تدعمان جماعات إسلامية تختلف أيديولوجياً عن بعضها.. لكن التصريحات السعودية الأخيرة تهدف إلى تذليل التناقضات داخل المعارضة، السعوديون يحثون قطر على إدخال وحدة عسكرية، لكن هنا يجب القول إن هذا غير ممكن الآن، لأنه إذا حدث هذا، فإن ذلك سيعني انتهاك الدوحة لسيادة سوريا، ستدخل قطر في مواجهة مع الجيش السوري.. فالبيان السعودي منسق مع واشنطن وموجه لتحقيق الهدف المذكور، ولدى الولايات المتحدة هدف أن تحل هذه القوة محل جزء من الجيش الأمريكي في سوريا”.

أما صحيفة “الرياض” السعودية، فلا تزال مصرة على أن قطر مجبرة على إرسال قواتها إلى سوريا، معتبرة أنه لم يعد لديها خيارات أخرى، فورد فيها:

“حالة عدم التركيز التي تعيشها قطر هذه الأيام ضربت بأطنابها في جميع ردود الأفعال التي يمارسها نظام الحمدين، ولعل محاولة التقرب من الإدارة الأمريكية ومحاولة إغرائها بالمال كي تبقي الولايات المتحدة الأمريكية حمايتها لقطر تعبر عن حالة الفزع واليأس التي وصل لها نظام قطر، البعض يرى أن هذه المحاولة هي رشوة مبتذلة لا تصدر من نظام يحترم نفسه ويحترم شعبه ودولته، والتصريحات التي أطلقها وزير الخارجية السعودي والتي قال فيها إن على قطر أن تدفع الثمن بعد محاولة أمير قطر تقديم 100 مليار دولار لتطوير قاعدة العديد في محاولة إغراء الولايات المتحدة للبقاء في هذه الدولة الغريبة الأطوار، تؤكد أن دولة بحجم قطر غير قادرة على الصمود بمفردها ولا حتى بمعونة الآخرين وفي النهاية سوف ترضخ، لكن قد يكون الوقت آنذاك قد فات وأن الخسائر أصبحت ثقيلة جداً”.

وأشارت صحيفة “البناء” اللبنانية إلى الأخطاء التي وقعت فيها السعودية بسياستها مع كل من أمريكا والكيان الإسرائيلي، حيث جاء فيها:

“إسرائيل والسعودية تصدّقان وتشجعان نوايا التصعيد الأمريكية وتبنيان عليها الخطط، يعيش الإسرائيليون والسعوديون قلق ما بعد الردود وينتظرونها بقلق وربما تأتي الردود بعدما يأكل الانتظار أعصاب المنتظرين من حيث لا يحتسبون”.

الاستنفار السعودي حول ضرورة إرسال قطر لقواتها إلى سوريا بناءً على تصريح ترامب، بالرغم من أن الأخير لم يخص قطر بقوله، يشير إلى أن الرياض تسعى إلى إدخال الدوحة إلى الساحة العسكرية على الأرض السورية، أو ربما تريد أن تظهر بمظهر الساعي وراء تلبية المطالب الأمريكية، بعد جميع المطبات المتورطة فيها والتي كشفتها آراء الصحف المذكورة.

اقرأ أيضاً