أثر برس

مجلس الأمن يمدد بالإجماع قرار المساعدات الإنسانية الخاص بسوريا

by Athr Press A

وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على تمديد مفاعيل القرار 2642 الخاص بإدخال المساعدات من تركيا إلى شمال غربي سوريا عبر معبر “باب الهوى” الحدودي لستة أشهر إضافية.

وأكّد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام الصبّاغ في جلسة لمجلس الأمن عُقب اعتماد مشروع القرار أنّ “سوريا تبذل كل الجهود الممكنة لتوفير الخدمات الأساسية لمواطنيها وتحسين ظروف حياتهم المعيشية وتتعاون مع الأمم المتحدة لضمان تقديم المساعدة للجميع دون تمييز”.

واعتبر السفير الصبّاغ أن “دعم أنشطة التعافي المبكر يمثل مرتكزاً أساسياً في الارتقاء بالوضع الإنساني في سوريا وتقليل الاعتماد على المساعدات الإنسانية”، مشيراً إلى أن “استمرار الغرب بتسييس العمل الإنساني وغياب أي إرادة حقيقية لديه لتحقيق تقدم في الوضع الإنساني ومواصلته فرض إجراءات قسرية غير شرعية فاقمت معاناة السوريين”.

وشدد السفير السوري الدائم لدى الأمم المتحدة على “ضرورة إقامة مشاريع الطاقة المتجددة الداعمة لقطاع الكهرباء، وزيادة حصة مشاريع التعافي المبكر بشكل أكبر في إطار خطة الاستجابة الإنسانية، مع ضرورة دعم الجهود الرامية لتوفير الخدمات الأساسية لضمان عودة اللاجئين.”

بدوره، أكّد مندوب روسيا في مجلس الأمن أن “الإبقاء على المساعدات عبر الحدود يخالف المبادئ الدولية المعترف بها بشأن المساعدات”، مشددأ على أن “موسكو لن تناقش تمديد المساعدات عبر الحدود مجدداً إذا لم يتغير موقف دول مجلس الأمن بشأن المساعدات عبر الخطوط”.

وكان من المقرر يوم غد الثلاثاء، أن ينتهي أجل التفويض الحالي لبرنامج المساعدات التابع للأمم المتحدة الخاص بإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمالي سوريا الخارجة عن سيطرة الدولة السورية.

وسبق أن نقلت وكالة “رويترز”عن دبلوماسيين، أن “روسيا أبلغت دولاً أعضاء في مجلس الأمن الدولي أنها على الأرجح ستسمح بتسليم المساعدات الإنسانية من تركيا إلى نحو أربعة ملايين شخصاً في شمال غربي سوريا لمدة ستة أشهر أخرى”.

وقال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي في وقتٍ سابق: “ما زلنا ندرس الإيجابيات والسلبيات” لتمديد القرار في 10 من كانون الثاني الجاري”، مضيفاً أن “موسكو تقوم بالتشاور مع دمشق في هذا الصدد لاتخاذ القرار النهائي”.

وفي تفاصيل المشاورات بشأن القرار، نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادرها أن “هناك جهود أمريكية لإبعاد روسيا عن هذا الملف، لكنها قوبلت بالرفض من قِبل تركيا في ظل عملية التقارب التركي- السوري.”

وأضافت “الأخبار” أن “تركيا طالبت بتمديد الآلية القائمة في الوقت الحالي، مع إعطاء دفعة لمشاريع “التعافي المبكر”، والتي تشتدّ الحاجة التركية إليها حالياً بهدف تسريع وتيرة إعادة اللاجئين السوريين، وفق خطوات متزامنة، تتضمّن تسهيلات عدّة تقدّمها الحكومة السورية، ورفْع مستوى النشاط الاقتصادي بين البلدَين، وفتْح الطرق الرئيسة، وإعادة تفعيل خطوط الترانزيت عبر سوريا”.

وفي 12 تموز 2022 تبنى مجلس الأمن قراراً بتمديد عمل معبر “باب الهوى” على الحدود السورية التركية لنقل المساعدات حتى 10 كانون الثاني 2023 مع إمكانية التمديد لمدة ستة أشهر أخرى في حال تبني قرار جديد، وذلك بعد نحو عام من التمديد السابق لهذا القرار، فيما أكّدت التقارير حينها أنه بعد ستة أشهر من تمديد قرار فتح معابر الشمال شهدت المساعدات الإنسانية تراجعاً لافتاً، حيث حذّرت حينها منظمة العفو الدولية (أمنستي)، من أن تناقص المساعدات الدولية الممنوحة إلى شمال غربي سوريا في العام الماضي، ترك نحو 3.1 مليون شخصاً، بينهم 2.8 مليون نازحاً، في مواجهة أزمة صحية تكافح فيها المستشفيات والمرافق الطبية للعمل بموارد شحيحة.

يشار إلى أنه بلغ عدد السكان الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في شمال غربي سوريا في 2022 نحو أربعة ملايين و600 ألف شخصاً، بينهم ثلاثة ملايين و300 ألفاً يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ومليونان و900 ألف نازحاً داخلياً، بحسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).

أثر برس

اقرأ أيضاً