أكدت إيران أمس الأربعاء أنها سترد على اغتيال الكيان الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، على أراضيها مشددة على أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أحد المسؤولين عن هذه العملية التي اخترقت سيادة الأراضي الإيرانية.
وفي هذا الصدد نقلت وكالة “رويترز” عن خمسة مصادر أن مسؤولين إيرانيين كباراً سيلتقون ممثلي المقاومة في المنطقة من لبنان والعراق واليمن اليوم الخميس، لمناقشة الرد المحتمل على الكيان الإسرائيلي، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
فيما أفادت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية بأن أحد أكبر الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، أجرى محادثات مع مسؤولين في العاصمة الإيرانية طهران أمس الأربعاء، بعد ساعات من اغتيال هنية، في حين أجرى بريت ماكجورك، المسؤول الأعلى للبيت الأبيض في الشرق الأوسط، مناقشات في السعودية، موضحة أن الضغوط الدبلوماسية الغربية تأتي في الوقت الذي تصاعدت فيه المخاوف بشأن صراع إقليمي أوسع نطاقاً.
وقال مسؤولون: “إن المحادثات ركزت على إقناع طهران إما بعدم الرد أو القيام بعمل رمزي، بعد أن أبلغ دبلوماسيون إسرائيليون محاورين غربيين أن جيشهم لا يخطط لمزيد من العمليات” وفق ما نقلته “فاينانشال تايمز”.
إذ نقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي مشارك في المناقشات قوله: “منذ الليلة الماضية، كان الجميع يضغطون على طهران حتى لا ترد واحتواء هذا الأمر”.
وفي هذا الصدد، أجرى القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري كني، صباح اليوم الخميس اتصالات بالمسؤولين الخارجيين في السعودية ومصر وتركيا، لبحث آخر مستجدات التصعيد الإسرائيلي في المنطقة.
وقال باقري في حديث مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان: “إيران ستنفذ حقها المشروع في الرد على الكيان الصهيوني بشكل حاسم وقاطع، ما يجعله نادماً إلى الأبد” مشيراً إلى “ضرورة عقد جلسة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي لمناقشة جريمة اغتيال الشهيد هنية وانتهاك الأمن القومي الإيراني”.
وفي اتصال آخر مع وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، قال الدبلوماسي الإيراني: ” إيران لن تتنازل عن حقها المشروع في الرد الحاسم والقاطع على تلك الجريمة”، لافتاً إلى أنّه يجب “على جميع الدول الإقليمية إدانة هذه الجريمة الشنيعة واتخاذ إجراءات حاسمة لردع الإرهابيين”، الأمر ذاته أكده باقري كني في اتصال مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، إذ قال: “إيران لن تتنازل عن حقها الطبيعي بالرد”.
وكان المرشد الإيراني الأعلى السيد علي الخامنئي، قد قال تعليقاً على اغتيال هنية: “الثأر لدماء هنية من واجب إيران لأنه استشهد على أرضنا”، مضيفاً أن “اغتيال ضيفنا هو فاتحة لعقوبة شديدة جلبها الأعداء على أنفسهم”.
يشار إلى أنه في 30 تموز الفائت اغتال الكيان الإسرائيلي القيادي في حزب الله شكر الملقّب بـ”السيد محسن” بغارة جوية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية في بيروت راح ضحيتها ضحايا مدنيين، وبعد ساعات من هذا الاستهداف، اغتال الكيان الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، عبر استهداف مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران.