بالتزامن مع التصعيد الحاصل ضد اللاجئين السوريين في تركيا، أكد مسؤول في “حزب الوطن” التركي دينيز طوق غوز، أن مشكلة اللاجئين السوريين مرتبطة بشكل أساسي بمخطط أمريكي يهدف إلى تقسيم سوريا وتركيا وجعلهما مجرّد “ممرّ للإرهاب”.
وقال غوز: “تركيا لن تستفيد مطلقاً من صفتها الأطلسية، لذا، فإن حزب الوطن يدعو إلى تعزيز العلاقات مع الشرق مثل الصين وروسيا وإيران والدفاع عن وحدة سوريا وسيادتها، كما ندعو إلى عودة كلّ اللاجئين السوريين إلى بلادهم” وفقاً لما نقلته صحيفة “آيدينلق” التركية.
من جهته، أكد نقيب المحامين، متين فيزي أوغلو أن الحلّ يكون باتفاق مع الدولة السورية لا مع أوروبا أو أمريكا قائلاً: “نحن وليس أمريكا، باقون هنا في هذه الجغرافيا، وليس مَن هو بعيد عنّا عشرة آلاف كيلومتر”.
وفي وجهة نظر مماثلة لما قاله أوغلو، أكدت رئيسة حزب “الجيد” التركي ميرال أقشنر، لأنها على استعداد للذهاب إلى دمشق والتحاور مع الرئيس بشار الأسد بخصوص عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وخاطبت رئيس بلادها رجب طيب أردوغان بقولها: “إن كنت ترفض التحاور مع الأسد بخصوص اللاجئين، أرسلني إلى دمشق كي أتحاور معه بهذا الشأن”
أما رئيس حزب “الشعب الجمهوري” المعارض، كمال كليشدار أوغلو، أشار إلى أن سلسلة الأحداث التي وقعت في الأيام الماضية من اللاجئين الأفغان والسوريين “مؤامرة مدبرة”، وقال: “لن أسمح للنظام الحاكم بإشعال البلاد”، واعداً بحل أزمة اللاجئين بـ “عقل سليم”، وتوديعهم بالطبل والزمر، على حد وصفه.
من جهته، قال زعيم حزب “المستقبل” المعارض، أحمد داوود أوغلو، في تغريدة عبر تويتر، إنه لا يمكن القبول بالعنف في المجتمع بناء على خلفية هوية القاتل العرقية، دون التفريق بين طفل وامرأة.
ويأتي تصريحات المسؤولين الأتراك بالتزامن مع تصريح لمستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، أكد أن إعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا أمر مستحيل، وقال في تصريحات صحيفة مؤخراً: “إنه لا يوجد شيء يدعى طرد أو إرسال الأشخاص الذين لجأوا إلى تركيا وحصلوا على وضع اللجوء في ظل ظروف معيّنة إلى بلادهم” مشيراً إلى أن السوريين في تركيا أصبحوا جزء من المجتمع، واستفاد منهم المجتمع التركي، وأن صنع سياسة للهجرة هو أمر شعبوي، وخطير جداً، ويوجد خطاب كراهية يوجه لمجموعة معينة من الناس، كما أنه خطير للغاية من وجهة نظر الإنسان.
وفي سياق الحديث عن خطورة وضع اللاجئين السوريين في تركيا، وضرورة إعادتهم إلى بلادهم، كشف البرلماني والسياسي التركي “أوميت أوزداغ” وهو عضو حزب “الجيد” السابق، عن تحضيرات لثوران ضد اللاجئين السوريين في إسطنبول، حيث قال في مؤتمر صحفي عقده بمقر البرلمان التركي، قبل يومين: “إن استخبارات دقيقة وصلتني تفيد بالتحضير لحملة ثوران ضد السوريين في إسطنبول” مشيراً إلى أنه حاول التواصل مع وزير الداخلية “سليمان صويلو” لأول مرة في حياته لإيصال هذه المعلومة إليه، إلا أن الوزير لم يرد على مكالمته أو رسالته.
يشار إلى أنه خلال الأيام القليلة الفائتة تعرض اللاجئين السوريين في تركيا إلى الكثير من الاعتداءات من مظاهرات ضدهم وتكسير لمحلاتهم وممتلكاتهم إلى جانب حوادث القتل التي أودت بحياة العديد منهم.