في الوقت الذي تستمر فيه روسيا بالإعراب عن إدانتها للغارة “الإسرائيلية” التي عطّلت مطار دمشق الدولي، تتحدث عن تقارير عبرية عن تبعات هذه الغارة، التي اعتُبرت على أنها تصعيد “إسرائيلي” لافت.
وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة “معاريف” العبرية تقريراً أشارت فيه إلى أن الحديث يدور عن تسبب “الجيش الإسرائيلي” بإغلاق المطار المركزي لدولة ذات سيادة، ما يستلزم مناقشة عامة حول تبعات ونتائج ضرب المواقع المدنية.
ونقلت عن محرر الشؤون العربية في الإذاعة الإسرائيلية “كان” المدعو “جاكي خوجي” قوله: “الإعلان عن تعطيل مطار دمشق تزامن مع كلمة لقائد الجيش أفيف كوخافي ألقاها في مؤتمر عن استعداد الجبهة الداخلية للحرب القادمة، أعلن فيها عن سياسة الجيش فيما يتعلق بمهاجمة أهداف مدنية في أي مواجهة عسكرية، ورغم أنه أرسل رسائله لحزب الله، فمن المحتمل أن تنطبق ملاحظاته على الساحات الأخرى أيضاً، بزعم أنه في الحرب القادمة ستتم مهاجمة أي هدف مدني يساعد المسلحين، ولذلك فإن الجيش يجمع المعلومات حول هذه الأهداف، وننصح سكان مناطق الصراع في لبنان بمغادرة منازلهم”.
وأكد “خوجي” في مقاله على أن “إغلاق شركة طيران دولة مجاورة هو بكل المقاييس عمل بعيد المدى، فقد صعّدت إسرائيل خطوة، وربما غيرت سياستها من الآن فصاعداً، بحيث تسمح لنفسها بمهاجمة منشآت البنية التحتية المدنية في الدول المجاورة، بزعم أن مطار دمشق تمت مهاجمته لأنه يُستخدم منذ سنوات كنقطة عبور للذخيرة والمعدات العسكرية من طهران لحزب الله، ما يطرح أسئلة حول استخدام الجيش في هذا الهجوم قوة غير متناسبة، أم أنه تصرف بشكل غير متناسب، وبعد هذا الهجوم ألا يمكن تعرض مطار بن غوريون لهجوم مماثل، من خلال وابل واحد من الصواريخ، بما يهدد الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل؟”.
المحلل “الإسرائيلي” أشار إلى أنه بعد هذا التصعيد قد تستبعد بعض “الأوساط الإسرائيلية” أن يكون الرد بنفس درجة الاستهداف، لكن في الوقت ذاته وبحسب “خوجي” فإن “ذلك لا يعطي إسرائيل تأمين بأن تبقى منشآتها المدنية وبناها التحتية في مأمن من أي استهداف قادم”.
وذكّرت الصحيفة بتقريرها، أن المقاومة الفلسطينية سبق أن عطلت العمل، بشكل مؤقت، في مطار “بن غوريون” الدولي، وتم تحويل مسار الرحلات الجوية إلى مطار آخر، خلال العدوانات الأخيرة على غزة، الأمر الذي شكّل ضغطاً على الكيان الإسرائيلي، ربما لأنها المرة الأولى التي يتم فيها تعطيل المطار منذ عقود طويلة، ما تسبب في خسائر مالية باهظة.
يشار إلى أنه يوم الأربعاء الفائت 15 حزيران الجاري، أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أن موسكو عبّرت لسفير “إسرائيل”، عن قلقها البالغ، بعد الغارات الجوية التي أغلقت مطار دمشق الدولي، الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن سوريا حليف وثيق لموسكو، وذلك بعدما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، عن إدانة بلادها رسمياً لهذه الغارة، حيث قالت: “نحن ندين بشدة الهجوم الاستفزازي الذي ارتكبته إسرائيل على أهم هدف في البنية التحتية المدنية السورية، فمثل هذه الأعمال غير المسؤولة تخلق مخاطر جسيمة على الحركة الجوية الدولية وتعرض حياة الأبرياء لخطر حقيقي”.