نشرت قناة “روسيا اليوم” تقريراً للمحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف، تحت عنوان “بعد أمريكا.. روسيا تواجه أزمة حلفاء. فهل تتأثر سوريا؟” تناول خلاله عما سمّاه بـ”أزمة حلفاء” تعيشها روسيا، مخصصاً في حديثه بعض حلفاء موسكو وبينهم سوريا.
وأكد المحلل السياسي الروسي أنه “على خلفية الموارد الداخلية المتضائلة، قرر بعض حلفاء روسيا لعب دور “تنويع الأقطاب”، وحاولوا تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل حقيقي أو ظاهري من أجل إثارة الغيرة لدى روسيا، بغرض الحصول على موارد إضافية، وكانت واشنطن سعيدة بالانضمام إلى هذه اللعبة، ولكن ليس بالطريقة التي كانت متوقعة منها. وبمجرد أن بدأت الأنظمة المحليّة في إظهار ابتعادها عن موسكو، ودعمها لهذه البلدان، بذلت الولايات المتحدة على الفور جهوداً في استبدال هذه الأنظمة بأنظمة عميلة “دمى” بالكامل، تلا ذلك، كما رأينا، الانقلاب الناجح في أوكرانيا، ومحاولة الانقلاب في بيلاروس، وحرب أذربيجان الناجحة ضد أرمينيا”.
وأشار نازاروف، إلى أن كل هذه الإجراءات لا تبدو تمثّل مصدر قلقٍ كبيرٍ للكرملين بل على العكس، ربما يكون الكرملين سعيداً بانتقال تكاليف دعم هذه الدول منه إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي، إلا أن واشنطن وبروكسل ليستا مستعدتين لقبول مثل هذه “الهديّة”، حسب تعبيره.
كما لفت المحلل السياسي إلى أن روسيا تبدو أنها مستعدة للتخلي عن الجهود المبذولة في الحفاظ على كيانات الدول في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي.
أما بالنسبة لسوريا، فأكد نازاروف، أن المساعدات الاقتصادية التي تقدمها روسيا لسوريا محدودة جداً ولا تشكل أي تأثير أو عبء عليها، حيث قال: “من غير المرجح أن يكون النهج الذي اتبعته روسيا مع دول الاتحاد السوفيتي قابلاً للتطبيق مع سوريا، فالمساعدة الاقتصادية الروسية لسوريا محدودة وليست مرهقة، كما أن التعاون الاقتصادي مفيد للطرفين”.
وأضاف “وكذلك الأمر يواجه خصوم روسيا وسوريا “أزمة تحالف” وانقطاع في الموارد، ما يحافظ على توازن القوى الحالي في المنطقة، والأمر الرئيسي هو أن توجه التعاون السياسي هنا مختلف، وإذا كانت حمى التفكك في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي لا زالت تسري بالقصور الذاتي، ففي العلاقات الروسية-السورية هناك مسار للتقارب على الجانبين، وأعتقد أن هذا التوجّه سوف يستمر في المستقبل”.
يشار إلى أن العديد من المحللون العرب والأجانب، يثيرون العديد من التساؤلات بخصوص المساعدات الروسية لسوريا، لافتين إلى أنه إلى الآن لم تشهد هذه المساعدات أي تطبيق عملي على أرض الواقع، ويكتفي الجانب الروسي بالحديث عنها في المحادثات الروسية-السورية ووسائل الإعلام.