دعوة موسكو لوزير الخارجية الإسرائيلي “غابي أشكنازي”، والتي تزامنت مع عدوان شنته “إسرائيل” على ريف دمشق، سلطت الضوء على كثير من التفاصيل المرتبطة بالعلاقات بين روسيا والكيان الإسرائيلي لا سيما بما يتعلق بالملف السوري، خصوصاً أن وسائل الإعلام الروسية لم تكشف عن مضمون اللقاء الأخير، ما تسبب بإثارة العديد من إشارات الاستفهام حول ما يحدث بين روسيا و”إسرائيل” خلال الفترة الأخيرة، إلّا أن بعض المحللون الروس عملوا على توضيح جزء من الصورة لهذه العلاقات.
حيث أشارت المحللة الروسية “ماريانا بيلينكايا” في صحيفة “كومير سانت” الروسية إلى أن هذه الزيارة تم تكريسها لـ “ضبط عقارب” العلاقات الثنائية، لافتة إلى أن “الشيء الأكثر إثارة للاهتمام في الزيارة لم يكن التصريحات العلنية، إنما الخلفية الإخبارية، فقد جاءت زيارة أشكنازي، قبل ساعات قليلة من محادثات أشكنازي مع لافروف، وجهت إسرائيل مرة أخرى ضربة إلى سوريا، الأمر الذي يتسبب دائماً في ردة فعل سلبية في موسكو، ولكن سيرغي لافروف لم يثر هذه القضية علناً خلال لقائه مع غابي أشكنازي، بل على العكس، شدد على المواقف المشتركة مع إسرائيل فيما يتعلق بسوريا”.
وبدوره، أجاب أنطون تشابلين في مقال نشرته صحيفة “سفوبوديانا بريسا” على سؤال مفاده: “إلى جانب من ستقف موسكو في حال نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط؟”، حيث قال: “إن روسيا لا يمكن بالطبع التخلي عن الحلفاء القدامى مثل سوريا أو إيران، لكن في الوقت نفسه، من المفيد الحفاظ على علاقة عمل مع إسرائيل لحل المشاكل الناشئة في المنطقة”.
وأضاف “هناك حاجة إلى إسرائيل، أولاً، لأن كثيراً من المهاجرين من روسيا يعيشون هناك، وثانياً، لأنها قناة حية للتواصل مع الغرب، والعلاقات معه تعاني توتراً اليوم”.
يشير بعض المحللين إلى أن التوترات السياسية التي نشهدها مؤخراً بين القوى العظمى في المنطقة كالخلافات بين روسيا وأمريكا، قد ينتج عنها عمليات إعادة توازن لهذه القوى وإعادة ترتيب أولوياتها وعلاقاتها مع كافة الأطراف.