أعربت موسكو في تصريحات صحفية عدة عن رفضها للإجراءات “الإسرائيلية” في كل من سوريا ولبنان وفلسطين وتهديداتها المتعلقة بشن هجمات ضد منشآت نووية في إيران.
وفي هذا الصدد، قال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف: “إن روسيا تحذر إسرائيل من أي ضربات على المنشآت النووية الإيرانية”.
وأضاف أن “موسكو على اتصال دائم مع طهران بغض النظر عن مستوى التوترات في المنطقة”، إذ سبق أن أعلنت موسكو وطهران التوصل إلى اتفاقات تعاون شاملة سيما في المجال العسكري.
من جانبها أشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي عقدته أمس الأربعاء إلى أن “الولايات المتحدة المستفيد الرئيس مما تقوم به القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية الآن، عندما تمحو قطاع غزة من على وجه الأرض وتقتحم المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وتدمر لبنان وتوجه الضربات إلى سوريا وتهدد إيران” وفق ما نقلته وكال “تاس” الروسية.
وحمّلت زاخاروفا، مسؤولية التصعيد الحاصل في منطقة الشرق الأوسط، للولايات المتحدة الأمريكية، وقالت: “إن خطر حرب كبيرة لا يزال قائماً، وإن القوة الخارجية التي بوسعها أن تمارس تأثيراً من شأنه أن يعيد القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية إلى صوابها، وهي الولايات المتحدة، تتهرب من المسؤولية المباشرة”.
وتابعت أن “الولايات المتحدة أخذت على عاتقها مهمة المشرف أو الوسيط في ما يحدث”، مضيفة أن “واشنطن كانت تتحدث منذ سنوات لإقناع الجميع بأن جهود الوساطة الدولية لا حاجة لها وهي من مخلفات الماضي، وإن هندساتهم الجيوسياسية الجديدة وخبرتهم وإمكانياتهم ستخرج بلدان وشعوب المنطقة من الأزمات القديمة، وبعد أن فشلوا في كل شيء يجب أن يتحملوا المسؤولية عما فعلوه”.
بدوره، أكد السفير الروسي لدى الكيان الإسرائيلي أناتولي فيكتوروف، في لقاء صحفي بثته قناة “روسيا 24” في 15 تشرين الأول الجاري، أن بلاده تشعر بالقلق حيال تصرفات الجيش الإسرائيلي في سوريا.
وأضاف أن “موسكو تتوقع أن يدرك الجيش الإسرائيلي تماماً خطر التهديد بحياة الجنود الروس، في إشارة إلى غارة استهدفت شحنة إيرانية قرب قاعدة “حميميم” الروسية على الساحل السوري”.
ووصف فيكتوروف، الغارات “الإسرائيلية” على سوريا أعمال “غير متوازنة” معرباً عن “قلق روسيا العميق” من نتائجها.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان هناك أي تهديدات للجيش الروسي في قاعدة “حميميم”، أكد السفير الروسي أنه “واثق من أن مخاوف موسكو مفهومة تماماً من قبل القيادة العسكرية والسياسية لإسرائيل”.
وقبل أسبوع، أدانت الخارجية الروسية استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لقوات “اليونيفيل” الدولية لحفظ السلام جنوبي لبنان، ما تسبب بإصابة عنصرين في القوة الدولية.
وقالت الخارجية الروسية في بيانها: “نعرب عن شديد غضبنا من ممارسات الجيش الإسرائيلي، ونطالب بمنع أي اعتداء على قوات حفظ السلام الدولية التي تؤدي مهمتها في لبنان بتفويض من مجلس الأمن الدولي، متمنين الشفاء العاجل لجرحى اليونيفيل”.
يشار إلى أن بعض التقديرات نوهت سابقاً بأن موسكو يمكن أن تنتقل من مرحلة الإدانات والتصريحات إلى مرحلة المشاركة العملية في التصعيد الحاصل، وفي هذا الصدد، أشار سابقاً الكاتب اللبناني سعيد طانيوس، في مقالة نشرتها صحيفة “إندبندنت عربي” إلى أن “التعاون العسكري التقني الوثيق والمتصاعد بين روسيا وإيران يمكن أن يجعل موسكو مشاركة في صراع الشرق الأوسط. على الرغم من أن موسكو سعت حتى وقت قريب إلى إظهار مسافة متساوية من جميع القوى في هذه المنطقة”.