نشرت صحيفة بلومبيرغ البريطانية مقالاً لـ”سنان أولغن” يتحدث فيه عن مغامرة أردوغان في ليبيا بعد موافقة البرلمان التركي على طلب الرئيس إرسال قوات تركية إليها.
وجاء في المقال:
بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إرسال قوات إلى ليبيا؛ لدعم “حكومة الوفاق” المحاصرة وإبقائها في الحكم وحماية مقرها الرئيسي في العاصمة الليبية طرابلس.
من وجهة نظر أنقرة فإن هذا تحرك دفاعي في جوهره يهدف إلى خلق حالة من التوازن في ليبيا، بين “حكومة الوفاق” التي يقودها فايز السراج، و”الجيش الوطني الليبي” الذي يقوده خليفة حفتر، والتقدير هو أن يتسبب هذا التوازن بجلب الطرفين إلى طاولة التفاوض، ويمهد الطريق أمام تسوية سياسية قريبة.
السؤال الكبير هو فيما إذا كانت هذه الخطط ستصمد في مسرح يعمل فيه أطراف آخرون، مثل مصر والإمارات وحديثاً روسيا، ويبذلون جهودهم ضد الأهداف التركية.
ولكن الدافع الحقيقي خلف مغامرة أردوغان في ليبيا والتدخل العسكري التركي فيها، هو الرغبة في حماية اتفاقية ثنائية تم التوصل إليها الشهر الماضي، رسمت الحدود المائية في البحر الأبيض المتوسط بين البلدين، وكانت تركيا لسنوات على خلاف مع اليونان وقبرص حول حقوقها في شرق المتوسط، ولكونها غير موقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1982 بخصوص قانون البحار، فإن تركيا لا تعترف بالمياه الإقليمية الواسعة والمناطق الاقتصادية الحصرية التي تمنحها الاتفاقية للجزر.
تركيا تفاوضت مع اليونان على مدى أكثر من نصف قرن للتوصل إلى تسوية مقبولة للطرفين، لخلافهما حول مشاركة الموارد في بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط، وما يزيد من حدة الخلاف والانقسام السياسي في قبرص، هو إصرار تركيا على الحصول على المنافع المالية الممكنة لأجل الأتراك في قبرص.
سياسات أنقرة الإقليمية الفاشلة ودعمها غير المشروط للإخوان المسلمين في السنوات الأخيرة، قادا إلى عزلتها في محيطها الجغرافي، ولذلك فإن تركيا تواجه تجمعاً من الدول الحريصة على استخدام الموارد الطبيعية في شرق البحر الأبيض المتوسط على حساب مصالح تركيا.