خاص || أثر برس
لم تتوقف المدارس الحكومية في محافظة إدلب عن استقبال الطلاب رغم خروجها عن سيطرة الدولة السورية منذ 4 سنوات، فقد أصدرت وزارة التربية حينها قراراً باستمرار العمل في المجال التربوي والتعليمي واستقبال الطلاب في جميع مدارس المحافظة بالكوادر التعلمية التابعة للوزارة في إدلب وبمناهج الدولة السورية التي تدرس بباقي محافظات سورية.
احصائيات وأرقام
يوجد في مناطق سيطرة المسلحين في مدينة إدلب وريفها 756 مدرسة تعمل وقفاً لقوانين وزارة التربية، وسجل هذا العام الدراسي بالنسبة لعدد الطلاب 240000 طالب وطالبة في مرحلة التعليم الأساسي و6800 طالب وطالبة في المرحلة الثانوية و209 طالب وطالبة تعليم مهني، بالإضافة إلى 6 مجمعات تربوية موزعة عل مناطق المحافظات تتابع العملية التدريسية والتربوية، تضم هذه المجمعات 54 موجه اختصاصي وتربوي و9159 معلم ومعلمة بكافة الاختصاصات .
الرواتب والمناهج التدريسية
في حديثه مع “أثر برس”، أوضح مدير تربية إدلب المهندس عبد الحميد معمار بأن المدرسين في جميع مدارس إدلب يتقاضون رواتبهم ومستحقاتهم الشهرية من مديرية التربية والتي مقرها مدينة حماة، حيث يتكلف المعلم عناء السفر إلى حماة كل 3 أشهر ليتقاضى راتبه وبلغت كتلة الرواتب التي يتم دفعها شهرياً للمعلمين 360 مليون ليرة سورية، وتتم عملية القبض باليد للمعلم مع بعض الأوراق اللازمة للتأكد من وجوده في المدرسة بشكل يومي ويقوم بواجبه التعليمي,
وبخصوص المناهج التدريسية بين معمار أنه كان هناك ضغط كبير من المسلحين لإدخال وحذف العديد من فقرات المناهج الحكومية وحذف مواد كاملة منها مادة “التربية القومية” التي غير مسموح تدريسها، ولكن تم التعامل مع هذا الأمر بالتنسيق مع الوزارة والجهات المعنية والتنازل عن بعض الأمور بهدف الحفاظ على المدراس والطلاب والمعلمين، مؤكداً أنه حالياً يتم تدريس مناهج الدولة السورية في كافة المدراس، ولم يتم حذف سوى بعض الفقرات من المواد.
وعن الكتاب المدرسي قال معمار: “بالحقيقة هذا العام كان هناك معاناة كبيرة بهذا الخصوص وتم الاستيلاء على مستودع الكتب المدرسية في مدينة إدلب رغم أننا أرسلنا آلاف الكتب، ولكن تم منع توزيعها من قبل “جبهة النصرة” وطرد الموظفين واحتجاز البعض، وتم إيجاد البديل بنسخ إلكترونية لجميع الكتب جرى إرسالها للمجمعات التربوية ويتم تدريسها لطلابنا” .
مدارس “غير حكومية”
أقدم مايسمى “الائتلاف المعارض” على إنشاء عدد من المدراس التي تدعمها بعض المنظمات التركية في ريف إدلب الشمالي دون وجود احصائيات لعددها أو لعدد الطلاب المنتسبين لها، ولكن هذه الخطوة لم تنجح نظراً لقلة الإقبال كما أكد أحد المواطنين في مدينة حارم الحدودية شمال إدلب، وقال لـ”أثر برس” (دون كشف هويته): “حاول عدد من المعلمين الذين هم بالأصل مفصولين من وزارة التربية السورية بالترويج لهذه المدراس القائمة حالياً بأعداد قليلة من الطلاب، ولكن معظم الاهالي فضلوا مدراس الدولة السورية كون شهاداتها معترف فيها على عكس مدراس “الائتلاف” التي تعطي شهادات ورقية فقط” .
عبد الغني جاروخ – ريف إدلب