حذّر “مركز أبحاث الأمن القومي” العبري التابع لجامعة “تل أبيب” من إجراء الجيش السوري عمليات تأهيلٍ معقدّة ومُركّبة لكي يعود إلى سابق عهده، بالتوازي مع عمل الحكومة السوريّة في إعادة ترميم المباني والمنشآت المدنيّة التي تسبّبت الحرب بها، مشيراً إلى أنّ ذلك يشكّل تهديداً محتملاً للكيان الإسرائيلي.
واعتبرت الدراسة العبرية أنّه “من الواجب فحص ودراسة عملية استقواء الجيش السوري في المجالين التقليدي، مثل تقوية قوّة النار (مسيّرات والدفاعات الجويّة)، وفي المجال غير التقليدي”، زاعمةً بأن “كميات اليورانيوم الطبيعيّ التي تملكها سوريا، والمعرفة والإلمام بالبرنامج النوويّ تثيران قلق الكيان، ولاسيما أنّ هذه الأنباء تُصبِح مقلقةً أكثر بسبب العلاقة الوطيدة بين طهران ودمشق”، وفقاً لما نقله موقع “رأي اليوم” الإلكتروني.
وشددت الدراسة العبرية أنّه “يتعيَّن على المسؤولين الإسرائيليين أن يقوموا بتحديد السياسات تجّاه سوريا، كما أنّ حكومة الكيان ملزمة بالتنسيق بين الحروب وتقوية علاقاتها مع دولٍ في المنطقة من أجل تقليل التهديد السوريّ الناشئ”، لافتةً إلى أنّ “الجيش السوري منذ أن أُنشئ على مدى سنواتٍ طويلةٍ كان أحد أهدافه المركزيّة حسم المعركة العسكريّة مع إسرائيل لصالحه، فهو يُشكّل تهديداً أمنياً مركزياً على الكيان”.
وفي معرِض الحديث عن العلاقة السورية- الإيرانية، أكّدت الدراسة أنّ “إيران تمتلك مجموعة متطورة من الصواريخ المضادّة للطائرات، والتي من شأنها أن تؤدّي إلى تحسنٍ كبير في أداء الجيش السوري”، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن إيران أعلنت رسمياً في أيّار الفائت عن تزويد سوريا بمنظومات دفاعية جويّة من طراز (خرداد 15)، ونيتها الاستمرار في تزويد دمشق بمنظومات الأسلحة المتقدّمة”.
وكان الرئيس بشار الأسد تطرّق في لقاء أجراه مع قناة “سكاي نيوز” عربية، الأربعاء الفائت إلى الاعتداءات التي تتعرض لها سوريا من الكيان الإسرائيلي، مؤكداً أنّ “الاستهدافات الإسرائيلية” تطال الجيش السوري تحت عنوان مهاجمة الوجود الإيراني، وقال: “الحقيقة يستهدف الجيش السوري بشكل أساسي تحت عنوان الوجود الإيراني وسيستمر طالما أن إسرائيل هي عدو، وسيستمر طالما أننا نتمكن من إفشال مخططات الإرهابيين ولو جزئياً، لأن هذه الضربات ابتدأت عندما ابتدأ الجيش السوري بتحقيق انتصارات مرحلية في المعارك التي يخوضها ونأخذ بالاعتبار بأننا لم ننته من الحرب بعد”.
يشار إلى أنّ “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة “تل أبيبب” انتقد في وقت سابق سياسة الغارات على سوريا، مؤكداً في دراسة نشرها في منتصف تموز الفائت أنّ آلاف “الغارات الإسرائيلية في سوريا، وفي دول أخرى خلال العقد الأخير، قد استنفدت معظم غاياتها، حتى أنها تسببت بنتائج سلبية غير مقصودة وتتزايد شدتها”، ومن هذه النتائج هي “بلورة نشوء محور المقاومة والذي يعمل بشكل مكثف أكثر ضد إسرائيل، لدرجة تزايد كبير في خطر المواجهة المتعددة الجبهات وبالتزامن مع أعداء مختلفين لإسرائيل” وفقاً لما نقلته الدراسة.
وكان الكيان الإسرائيلي نفّذ فجر الاثنين الفائت، عدوانه الأول على سوريا في شهر آب الجاري، وذلك عبر غارة جوية استهدفت محيط العاصمة دمشق ما تسبب باستشهاد 4 عناصر من الجيش السوري وجرح آخرين.
وأكدت الدفاع السورية أنه “حوالي الساعة الثانية وعشرون دقيقة من فجر اليوم نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا بعض النقاط في محيط مدينة دمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها” مضيفة أن “العدوان أدى إلى استشهاد أربعة عسكريين وإصابة أربعة آخرين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية”.
أثر برس