أثر برس

مركز تنسيق سري في البادية السورية

by Athr Press M

نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية مقالاً للكاتب، روبرت فيسك، تحدث فيه عن إنشاء مركز تنسيق سري مشترك بين القوات الروسية و”قوات سوريا الديمقراطية” شرق البادية السورية.

وأوضح المقال أن تأسيس المركز يهدف إلى تفادي وقوع أخطاء بين الأطراف المنخرطة في الحرب على تنظيم “داعش” والمدعومة من موسكو وواشنطن، علماً بأن مناطق سيطرة “داعش” في محافظة الرقة تتقلص بسرعة ولم يبق ما يفصل بين القوات السورية و”قوات سوريا الديمقراطية” إلا مياه نهر الفرات.

وذكر المقال أن الاتصالات الجديدة، مهما كان مستوى التوتر فيها، تظهر أن جميع الأطراف مصممة على منع اندلاع مواجهة مسلحة بين روسيا والولايات المتحدة في المنطقة.

وأكد فيسك، الذي زار بلدة الرصافة التي سيطرت عليها القوات السورية في وقت سابق، أنه حضر اجتماعاً شارك فيه عدد من الضباط السوريين وضابط روسي برتبة عقيد ومقاتل في “قوات سوريا الديمقراطية”.

ورفض الضابط الروسي التعليق حول ماهية الاجتماع، بينما قال الممثل عن “قوات سوريا الديمقراطية” الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “جميعنا نخوض حرباً مشتركة ضد تنظيم “داعش” ولذلك أسسنا مركزاً لتفادي وقوع أخطاء”.

وأضاف المقاتل الكردي: “قرار إنشاء المركز جاء قبل 10 أيام على خلفية قيام الطيران الروسي بشن غارة ضد مواقع لـ”قوات سوريا الديموقراطية” بالخطأ، في إطار تقدم القوات السورية بريف الرقة الغربي.

وأردف المقاتل أن المشاورات تجري يومياً ضمن المركز، وقد أُسس في عفرين مركز ثان، مشدداً على ضرورة توحيد الجهود في الحرب على “داعش”.

ورجح فيسك أن تتوقف القوات السورية عن التقدم نحو الرقة وأنه سيترك “تحرير عاصمة الخلافة” لـ”قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من “التحالف الأمريكي”، بينما ستتقدم القوات السورية نحو مدينة دير الزور المحاصرة.

وعزز الكاتب موقفه بالإشارة إلى أن رفع حصار “داعش” عن دير الزور سوف يسمح للقوات السورية بإرسال نحو 100 ألف مقاتل إلى جبهات القتال في مناطق متفرقة من البلاد.

وأشار المقال إلى أن السلطات السورية أصبحت تتبع نهجاً آخراً في المنطقة، إذ يخطط محافظ الرقة الذي اتخذ مقراً له في ريفها، قرب مركز قيادة عمليات القوات السورية في المحافظة لاستعادة إمدادات المياه والكهرباء وتمويل الأشغال العامة وتقديم المساعدات إلى النازحين.

واستنتج فيسك أن تحرير الرقة من قبضة “داعش”، حتى على أيدي حلفاء واشنطن، سوف يساعد السلطات السورية في إدارة المدينة.

 

واختتم الكاتب البريطاني مقاله بالقول: “يستعيد المهندسون السوريون الطاقة الكهربائية من محطات التوليد الواقعة في البادية والتي كان قادة “داعش” يستخدمونها كمخابئ لهم، وهذه هي أنظمة الطاقة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحقول النفط السورية التي تجري استعادتها ببطء من التنظيم والتي تبقى لؤلؤة الصحراء السورية، وإن من سيسيطر على هذه الثروات الغنية، ومن سيتقاسم منتجاتها، ومن سيحررها من مسلحي “داعش” هو من سوف يقرر جزءاً من تاريخ سوريا السياسي في المستقبل”.

اقرأ أيضاً