نقلت شبكة “NBC NEWS” الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين أن الخلاف بين الكيان الإسرائيلي والإدارة الأمريكية يتزايد ويتسع بشأن كيفية شنّ هجومها العسكري على “حماس”، وكيف يتصور الجانبان مستقبل غزة السياسي، وذلك بالتزامن مع توسّع دائرة التصعيد التي باتت تشمل القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، وكذلك السفن الأمريكية في البحر الأحمر.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن المسؤولين الأمريكيين تأكيدهم أن إدارة بايدن باتت “تشعر بالقلق من الفكرة التي طرحها مسؤولون إسرائيليون سابقون لإقامة منطقة عازلة شديدة التحصين في شمالي غزة، لحماية إسرائيل من أي هجوم مستقبلي من غزة”.
وقال المسؤولون: “إنّ إقامة منطقة عازلة تسيطر عليها إسرائيل داخل غزة بعد جرفها، سيعني تقليص مساحة القطاع، وهو ما يعده البيت الأبيض أمراً غير مقبول”.
وبحسب الشبكة، قالت الولايات المتحدة: “من حيث المبدأ لا ينبغي أن يكون هناك تهجير فلسطيني من غزة”، وأكد مسؤول كبير آخر في الإدارة: “لسنا مقتنعين بأنّ هذا هو أفضل طريق للمضي قدماً”.
وفي الوقت نفسه لفت التقرير الأمريكي إلى أنه “على الرغم من الاختلاف المتزايد مع إسرائيل، لا توجد إشارة على أنّ بايدن مستعد للتهديد بحجب المساعدة العسكرية الأمريكية أو فرض عواقب أخرى على تل أبيب”.
وأوضح المسؤولون الأمريكيون إلى أن “بايدن لا يزال ملتزماً بنهج إدارته، في محاولة ممارسة النفوذ على إسرائيل، خلف الأبواب المغلقة ومنع انتشار الحرب في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
وتابع بالقول: “بايدن يظن أنّ لدينا تأثيراً وقد نجح هذا التأثير، نحن مرتاحون للتأثير الذي لدينا، لكن الأمور لا تتحرك بالسرعة التي نرغب فيها”.
ويأتي الحديث عن هذه الفجوة بين الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية بشأن مستقبل التصعيد في غزة، بالتزامن مع تزايد الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق إلى جانب الاستهدافات التي طالت السفن الأمريكية في البحر الأحمر، الأمر الذي بات يشغل الإدارة الأمريكية شغلاً لافتاً.
وفي هذا الصدد، نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أمريكي -لم تكشف عن هويته- أن “بايدن طلب من الصين أن تستخدم ثقلها في إيران وأن تحثها على تجنب الخطوات التي يمكن وصفها استفزازية في الشرق الأوسط”، وذلك بعد اجتماع استمر أربع ساعات بين الرئيس جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ.
ويعد هذا اللقاء هو الأول بين الرئيسين الصيني والأمريكي وكان في قمة رسمية أُجريت في كاليفورنيا، واتفق الجانبان فيها على استئناف المحادثات العسكرية رفيعة المستوى بين بلديهما.
ووفق آخر إحصائية أعلنها البنتاغون، فإن عدد الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق وصل إلى 55 استهدافاً، في حين وصل عدد الإصابات في صفوف القوات الأمريكية إلى 59 إصابة، ويتبنى هذه الاستهدافات المقاومة الإسلامية في العراق، وتعقيباً على هذه الاستهدافات سبق أن قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال زيارته إلى قطر: “من الطبيعي أّلا تسكت مجموعات وحركات المقاومة عن كل هذه الجرائم (الإسرائيلية)، وأيضاً على دعم أمريكا الكامل للكيان الصهيوني”، داعياً إلى اغتنام آخر الفرص السياسية لوقف التصعيد.
وأضاف عبد اللهيان: “المنطقة في مرحلة اتخاذ قرار مهم جداً، وجماعات المقاومة تقرر في مناطقها ولا تنتظر بالضرورة قرارات سياسية”، مضيفاً أنه “في حال استمرت جرائم الحرب الصهيونية، واتساع نطاق الحرب، لن يكون هناك أي طرف بمنأى عن نطاق آثاره وتبعاته”، مشيراً إلى أن “الحكومة الأمريكية على الرغم من توصيتها للآخرين بضبط النفس، هي عملياً طرف في الحرب وليست في وضع يسمح لها بدعوة الآخرين إلى ضبط النفس“.
يشار إلى أن المقاومة الإسلامية العراقية تؤكد باستمرار أن هذه الاستهدافات هي رد على الدعم الأمريكي العسكري للكيان الإسرائيلي، وسط استمرار الأخير بتنفيذ استهدافات مكثفة لقطاع غزة، ووفق آخر إحصائية للصحة الفلسطينية فإن عدد الضحايا جراء العدوان الإسرائيلي على غزة وصل إلى 11320 شهيداً.