كشف مسلح من تنظيم “داعش” مغربي الجنسية، اعتقلته “قوات سوريا الديمقراطية” في الرقة بعدما سيطرت على المدينة بالتعاون مع “التحاف الدولي”، بأن التنظيم كان يقوم بتصفية المختطفين والمعتقلين لديه، قائلاً: “عندما كان يخسر مدينة ما يقوم بقتل السجناء، ويبقي على قيد الحياة من سيفاوض عليهم في صفقات التبادل أو فدية مالية، فيما كان المسؤول الأمني عن هذا الملف يدعى أبو لقمان الرقاوي، وهو سوري ينحدر من الرقة”.
المغربي (ع.ع) الذي ترك الرباط وتوجه شرقاً إلى مدينة الرقة في سوريا، لينتمي إلى التنظيم ويصبح مقاتلاً ثم “قائداً” في صفوفه، حيث كان يحلم بالعيش في ظل مايسمى “الخلافة” لكن انتهى حاله في أحد السجون الأمنية في مدينة الرقة.
وعن اختفاء الكاهن الإيطالي الأب باولو دالوليو الذي زار مدينة الرقة في شهر تموز 2013، أكد المغربي في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن التنظيم قتله بعد أيام من احتجازه، مضيفاً قوله: “نقل لي قادة التنظيم أن أبو لقمان الرقاوي قام بتصفية الكاهن المسيحي”.
المسلح الموقوف أكد أنه “بعد سيطرة “داعش” على كامل مدينة الرقة، عين قائداً على الحدود الشمالية، وبات مسؤولاً بين بلدة راس العين الواقعة أقصى شمال محافظة الحسكة، ومدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، وعن بوابتها الحدودية مع تركيا”، قائلاً: “لأنني أتحدث الإنجليزية والفرنسية والإسبانية إلى جانب لغتي الأم العربية، وكان لقبي أبو المنصور” .
ولفت إلى أنه حتى نهاية العام 2013، كان عدد الوافدين الأجانب إلى سوريا لا يتجاوز 150 مقاتلاً في الشهر، مضيفاً: “بعد تسلمي المنصب ومنذ بداية 2014 كان يدخل يومياً وبمعدل وسطي نحو 300 أجنبي يرغبون في القتال في صفوف التنظيم”.
وتابع:” أنشأ التنظيم مكتباً خاصاً لدخول الأجانب يتبع مجلس الشورى، حيث يتم تسجيل أسماء الداخلين وجنسيتهم وتاريخ دخولهم، وكان قائدهم يدعى “أبو محمد العراقي” يترأس “هيئة الهجرة والتجهيز”.
وعن الجنسيات العربية قال “ع.ع”: “عندما كان أبي حفصة، وهو مصري الجنسية مسؤول عن هيئة التجهيز والمعسكرات، كان في ذلك الوقت أبو أسامة المدني من الجنسية التونسية مسؤولاً عن هيئة الهجرة، والطرف الشمالي غرب نهر الفرات، وكان أميرهم “أبو محمد الشمالي” وكانت جنسيته خليجية”.
وأضاف: “أما الجنسيات الأجنية التي التحقت بتنظيم داعش، فإن الأكثر نسبة كانت الشيشان وجورجيا والجمهوريات الروسية، أما الدول العربية فكانت تونس الأعلى نسبة، تأتي بعدها المغرب، ثم الجزائر، ومصر، وليبيا”.
أما الأسلوب الإجرامي والمتوحش عند التنظيم، قال المغربي (ع.ع)،: “إن أبو محمد الفرقان وهو عراقي الجنسية كان أحد أبرز قادة التنظيم والعقل المخطط لجميع الإصدارات المرئية وإعلام التنظيم، الذي يتضمن مشاهد الذبح وغيرها، وهدفه نشر الرعب بين المدنيين وإخافة الخصوم، واستقطاب المقاتلين من باقي أنحاء العالم”.
وكان التنظيم يلجأ إلى الإعدامات الجماعية وقطع الرؤوس وعمليات الاغتصاب والسبي والخطف والتطهير العرقي والرجم وغيرها من الممارسات الوحشية في الرقة وباقي المدن التي سيطر عليها، وحرص التنظيم على استخدام كل التقنيات الحديثة لتصوير فظاعته على أشرطة فيديو نشرها على الإنترنت لنشر الرعب بين الناس.