نفى البيت الأبيض الأنباء التي نقلتها تقارير أمريكية عن مسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكية، والتي تتعلق بوجود نية لواشنطن بالانسحاب من سوريا.
ونقلت قناة “العربية” عن مسؤول في البيت الأبيض قوله: “إدارة الرئيس جو بايدن لا تفكر بالانسحاب من سوريا”.
وجاء هذا النفي بعد ساعات من تقرير نشرته صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية أشارت فيه إلى أن التصعيد الذي شهدته المنطقة مؤخراً دفع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إعادة النظر في أولويتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن أربعة مصادر داخل وزارتي الدفاع والخارجية: “إن البيت الأبيض لم يعد مهتماً بمواصلة المهمة التي يرى أنها غير ضرورية، وتجري الآن مناقشات داخلية نشطة لتحديد كيف ومتى يمكن أن يتم الانسحاب”.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه “في نهاية المطاف، وضعت الأحداث منذ تشرين الأول، الانتشار الأمريكي في شمال شرقي سوريا على خيط متهالك – ومن هنا جاء النظر الداخلي الأخير في الانسحاب من سوريا”.
وتابعت: “نظراً للعواقب الكارثية المترتبة على الخروج المتسرع من أفغانستان في عام 2021 والانتخابات الأمريكية الوشيكة في وقت لاحق من هذا العام، فمن الصعب أن نفهم لماذا تفكر إدارة بايدن في الانسحاب من سوريا”، مضيفة أنه “ليس هناك من ينكر الشعور الواضح في دوائر السياسة بأن هذا الأمر قيد النظر بنشاط وتم قبوله باعتباره حتمية في نهاية المطاف”.
وقبل “فورين بوليسي” بأيام نقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن مصادره قولها: “إن إدارة الرئيس جوزيف بايدن تناقش تغييراً في النهج اتجاه سوريا، ووفقهم، فقد أثيرت في اجتماع أجراه مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض هذا الشهر، بناء على طلب من البنتاغون، مسألة ضرورة التقارب بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية، وكان هناك اقتراح لإنشاء لجنة سياسية مشتركة بين الإدارات للتشاور بشأن مصير قوات سوريا الديمقراطية على المدى المتوسط والبعيد”، موضحة أنه في الوقت الراهن، تجري المناقشات على مستوى الخبراء والمستشارين.
وتأتي هذه التقارير في الوقت الذي تتعرض فيه القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، لهجمات شبه يومية، إذ أكدت مؤخراً نائبة السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، سابرينا سينغ، أن ما يقارب 140 هجوماً استهدف القوات الأمريكية في العراق وسوريا منذ بداية التصعيد في المنطقة على خلفية التصعيد في فلسطين المحتلة.
وجراء هذه الاستهدافات تزايدت انتقادات خبراء ومختصين أمريكيين للوجود العسكري لقوات بلادهم في سوريا والعراق، متسائلين عن الفائدة التي تجنيها واشنطن من وجودها العسكري هناك.