مسيرة من أنقرة إلى اسطنبول ضد أردوغان
تنطلق المسيرة التي أُطلق عليها اسم “مسيرة من أجل العدالة” بقيادة زعيم حزب المعارضة، “كمال قليتش أوغلو”، الذي تعهد بالسير من العاصمة أنقرة إلى إسطنبول، بعد صدور حكم على النائب الجمهوري، “أنيس بربر أوغلو”، بالسجن لـ25 عاماً، لإدانته بتسريب شريط فيديو لصحفي معارض يظهر إرسال تركيا أسلحة إلى سوريا.
ومن المتوقع مشاركة حشد كبير من الأتراك الذين يصبون غضبهم تجاه شخص واحد، هو الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، حيث قال “قليتش أوغلو”: “لم تعد تركيا دولة ديموقراطية، حيث أصبحت في يد رجل واحد،” مضيفاً أن هذا “غير مقبول.”
المشاركة بهذه المسيرة لم تكن أمراً سهلاً بالنسبة للمتظاهرين، حيث منهم من توقف قلبه، وآخر لقي حتفه، ومنهم من لم يتحمل درجة الحرارة العالية، وفي بعض الأحيان، كانت الأمطار “عدواً” للمشاركين.
وعانت البلاد من انقسامات بالرأي، فمنهم من يدافع عن “الحقوق والعدالة والقانون”، ومنهم من يرد على المتظاهرين بهتف اسم “أردوغان أردوغان”، في حين يقوم أنصار الرئيس التركي برفع “علامة رابعة”، ويعود هذا الاسم نسبةً إلى ميدان رابعة العدوية بالقاهرة، واستعمله مؤيدو الرئيس المصري المعزول، “محمد مرسي”، كشعار لهم.
أما بالنسبة إلى الاستفتاء الدستوري الذي حوّل الصلاحيات من برلمانية إلى حكومية، فاعتبر العديد من المراقبين الدوليين أنه “لعبة.”
ويبدو أن المسيرة ستحافظ على سلميتها، وذلك بسبب الحماية التي وفرتها الشرطة للاحتجاجات من التهديدات الخارجية، ولكن من المبهم ما إذا كان سيستمر هذا التناسق في إسطنبول، المدينة التي تحظر أي مسيرات في ميدان “تقسيم”.
وتأتي هذه المسيرة بعد عام من محاولة الانقلاب العسكري الذي تسبب بإحداث تغيير جذري في اتجاه البلاد، حيث أدى ذلك إلى فرض أردوغان وحكومته قيوداً على المؤسسات العامة والجامعات ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى إصدار أوامر فيما يتعلق باعتقال نشطاء وصحفيين ومعارضين سياسيين.