أثر برس

مشاكل الموسم لم تنته في الحسكة .. والكردستاني أكثر المستفيدين

by Athr Press G

خاص || أثر برس لم تنته مشاكل موسم العام الحالي من القمح والشعير في محافظة الحسكة تحديداً، فبعد موجتي السيول والحرائق التي أتلفت ما أتلفته، برزت مشاكل التسويق إثر قرار مؤسسات الدولة السورية وقف استلام أي كمية إضافية في المركزين الذين حددتهما في القامشلي نتيجة لنفاذ المساحات التخزينية.

“قطاع طرق”

على الطرقات الخارجة من المحافظات الشرقية، نشرت “الأسايش” التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، حواجز إضافية منعت خروج أي شاحنة محملة بالقمح أو الشعير نحو المحافظات السورية، ما أجبر الفلاحين على انتظار معجزة ما لتسويق ما حصدوه من الحبوب.

ويؤكد “حسين الجاسم”، أن أحد حواجز “الأسايش”، في الرقة احتجز الشاحنة التي كانت تنقل محصوله نحو محافظة حمص، ليضطر إلى دفع مبلغ ٥٠٠ ألف ليرة سورية ليتمكن من استعادة المحصول والعودة به إلى مدينة القامشلي باحثاً عن طريقة للتسويق بسعر مقبول.

وخلال حديثه لـ “أثر برس“، يقول الجاسم: “تحولت مسألة التسويق إلى هم، الديون التي اقترضناها خلال فترة الشتاء تحتاج لسداد عاجل، ولا يسمح لنا ببيع المحصول خارج حدود المحافظات الشرقية، والأسعار متدنية جداً ما يعني خسارة لجزء من الأرباح المتوقعة وبالتالي سيكون موسماً عادياً على الرغم من كونها سنة خير”.

يضيف الجاسم: “التخزين في العراء يجعل المحصول عرضة لعدة مشاكل منها تقلبات الطقس والعواصف الغبارية والحرارة العالية، وإذا ما تأخرنا أكثر فقد تتسبب الأمطار المبكرة بتعفن الحبوب المخزنة وبالتالي خسارة كبرى، سنضطر للبيع بأي سعر إذا لم يتم إيجاد حلول من قبل الجهات الحكومية”.

السوداء.. آخر الحلول

وإن كان المزارع “يونس طه”، قد اضطر لبيع محصوله من القمح بفارق ٤٥ ألف ليرة عن السعر الذي حددته الدولة، فإن إخوته فضلوا تخزين الموسم في منازلهم على بيعه بسعر متدني، لكن استدانة ثمن أكياس التعبئة مع مصاريف الموسم طيلة العام الزراعي المنصرم تجبر السكان على البيع.

السعر في السوق السوداء يصل إلى ١٣٥ ألف ليرة للطن الواحد من القمح، بينما السعر الذي حددته الدولة كان ١٨٠ ألفا، في حين أن سعر طن الشعر انخفض في السوداء إلى ٩٠ ألفا في حين أن الدولة السورية حددته بـ ١٣٥ ألفا، ويعمل تجار السوق السوداء على بيع محصولهم لـ “قسد”، التي أوقفت بشكل مفاجئ استلام الحبوب من المواطنين وأبقت على استلامه من التجار، ما حقق لها هوامش ربحية أكبر مما كانت تتوقعه.

لا يملك السكان خياراً سوى البيع في السوق السوداء لمواجهة ظروف الشتاء من تخزين كميات من الوقود والأسمدة تحضيراً لعملية الزراعة في الموسم القادم، ناهيك عن احتياجات أسرهم على بالتزامن مع قرب العام الدراسي الجديد، إضافة لصيانة منازلهم الطينية قبل بدء موسم الأمطار.

الكردستاني.. المستفيد الأكبر

تكشف المعلومات التي حصل عليها “أثر برس”، أن “قسد” تشتري طن القمح من التجار بـ ١٥٥ ألف ليرة سورية، وهي كانت قد طرحت سعر ١٧٠ ألفا حين دخلت على خط شراء المحاصيل لتقوم بتهريبه إلى كل من إقليم شمال العراق والأراضي التي تحتلها تركيا في ريف حلب الشمالي الشرقي.

ويؤكد مصدر صحفي مقرب من “الإدارة الذاتية”، أن الأخيرة تقوم بتهريب القمح نحو “جرابلس”، في ريف حلب الشمالي الشرقي من خلال تعاقدها مع تجار يعملون على بيع المحصول في الأراضي التركية، وآخرون يعملون لصالح الفصائل المسلحة المنتشرة في إدلب، وعلى الرغم من حالة الصراع المزعومة بين “قسد” وأنقرة، إلا أن التعامل التجاري لم يتوقف بين الطرفين.

المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، يقول في حديثه لـ “أثر برس”، أن قادة “قسد” على دراية كاملة بأن القمح والنفط اللذان يعبران إلى مناطق ريف حلب الشمالي من معبر “أم جلود”، الواقع شمال شرق مدينة منبج، يتم قسمه إلى قسمين، الأول ينقل إلى تركيا والثاني يدخل مدينة عفرين ليتم نقله لاحقا إلى مناطق إدلب لصالح تنظيم “جبهة النصرة”.

لا يمكن تقدير الأرباح التي ستحصل عليها “قسد”، من تجارة القمح والشعير للعام الحالي، إلا أن المؤكد أن ما ستحصل عليه هذه القوات سيذهب بقسم منه نحو التسليح وما سيبقى من أموال سينقل إلى “جبل قنديل”، الذي يعد المعقل الأساسي لـ”حزب العمال الكردستاني”، الذي يمكن وصفه بأكثر الأطراف التي استفادت من الحرب على سورية.

محمود عبد اللطيف – الحسكة

اقرأ أيضاً