تتوجه الأنظار العربية والعالمية إلى القمة العربية المفترض إجراؤها بتاريخ 19 أيار الجاري في مدينة جدة السعودية، والتي سيكون الحدث الأبرز فيها هو عودة سوريا لشغل مقعدها بعد تجميد عضويتها لمدة 12 عاماً.
قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية لاقى انتقادات غربية وأمريكية عديدة، ودفع أعضاء الكونغرس إلى طرح مشروع قرار لتشديد العقوبات على سوريا، في الوقت الذي تؤكد فيه التقديرات الأمريكية أنه من غير الممكن فرض قيود دبلوماسية على الدول العربية التي ترغب بالتقارب مع سوريا، وفي هذا السياق قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق بول بيلار: “إن قرار جامعة الدول العربية هو اعتراف بالواقع، واقع عدم التخلص من الدولة السورية الحالية التي ربحت الحرب السورية، فسياسة عزل سوريا لم تؤد إلى نتيجة، بل زادت مشاكل الشعب السوري والمنطقة، والخلاصة أن القرار العربي منطقي وواقعي، وعلى واشنطن عدم معارضته”، مشيراً إلى أن “الحكومات العربية ليست غبية ولا تحتاج إلى ضوء أخضر أمريكي للتقارب من سوريا وهي تعرف مصالحها جيداً”، وفقاً لما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر دبلوماسية غربية، تأكيدها أن الدول الغربية ستراقب مرحلة ما بعد العودة وما إذا كانت دمشق ستتحرك لإجراء خطوات إيجابية وحصول تطورات في ملفات عودة اللاجئين والحل السياسي وغيرها.
الملفات التي أشارت إليها المصادر الدبلوماسية الغربية، هي ذاتها الملفات التي صدرت عن البيان الختامي لاجتماع عمّان في الأول من أيار الجاري، والذي جمع وزراء خارجية سوريا والسعودية والأردن ومصر والعراق، حيث ركّز البيان الختامي للاجتماع على ملفات ثلاثة (عودة اللاجئين السوريين وتأمين البيئة المناسبة لهم وتأمين الحدود المشتركة بين سوريا والدول المجاورة وتشكيل فريقي عمل مشتركين من السياسيين والأمنيين، في غضون شهر لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب، وإنهاء هذا الخطر المتصاعد على المنطقة برمتها، والملف الثالث ارتبط بالعمل على استئناف أعمال لجنة مناقشة الدستور في أقرب وقت ممكن، وتشكيل فريق فني في مستوى الخبراء لمتابعة مخرجات هذا الاجتماع وتحديد الخطوات القادمة في سياق هذا المسار المستهدف معالجة حل الأزمة في سوريا ومعالجة جميع تداعياتها).
تشير بعض التقديرات الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن مبرر لإعادة رسم سياستها إزاء سوريا، وفي هذا السياق كشف آخر سفير أمريكي في دمشق وليام روبوك، في مقال نشره “معهد دول الخليج العربية” في نيسان الفائت أن “السعوديين على استعداد لدعوة سوريا لاستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية”، مضيفاً أنه “بالنظر إلى نفوذ الرياض الواسع في المنطقة وخارجها، ربما تعيد الولايات المتحدة تقييم سياستها تجاه سوريا”، مرجّحاً أن تجد الولايات المتحدة طريقة للتعاطي مع سوريا من دون الإضرار إضراراً خطيراً بعلاقات واشنطن مع زعماء الخليج الرئيسيين.