في الوقت الذي يكثّف فيه المسؤولون الأتراك تصريحاتهم عن التقارب السوري- التركي وتأكيد إحراز تقدم في هذا المسار، تؤكد مصادر سورية أن دمشق تراقب التصريحات التركية مشيرة إلى أن أي تقدم مرتبط بإحراز خطوات جدية وملموسة على الأرض.
وتعقيباً على إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، تشكيل لجنة رباعية بين سوريا وتركيا وإيران وروسيا لإعداد “خريطة طريق” التقارب السوري- التركي، أكدت مصادر سوريّة متابعة أنه من المبكر الحديث عن إعداد لجنة سورية لمتابعة إعداد خريطة طريق لتطوير العلاقة مع تركيا وفقاً لمخرجات الاجتماع الوزاري الرباعي الأخير بصيغته الوزارية، وفقاً لما نقلته صحيفة “الوطن” السورية.
وأشارت المصادر إلى أن “دمشق تتابع تصريحات مسؤولي أنقرة” مشيرة إلى أن الحديث عن انعقاد اللجنة الرباعية في الأيام المقبلة وبدء العمل على “خريطة الطريق” مرتبط بخطوات جدية وملموسة من الجانب التركي، مؤكدة أن “دمشق لن تتنازل عن مبادئها وثوابتها والتي تربط أي خطوة تطبيعية مع أنقرة بإنهاء احتلالها للأراضي السورية، ووقف دعم الإرهاب وعدم التدخل بشؤونها الداخلية”.
ولفتت المصادر إلى تصريح وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد الأخير والذي أكد فيه أن الدولة السورية لن تطبع مع أعدائها ولن تطبع مع بلد يحتل أرضها، كاشفاً عن أنه في الاجتماعات الرباعية الأخيرة كانت هناك مناقشات عميقة وفي بعض الأحيان حادة حيث شطب الوفد السوري كل ما يشير إلى التطبيع وأضاف: “إن التطبيع لا يمكن إلا أن يكون نتيجة الانسحاب القوات التركية من سوريا”، وفقاً لما نقلته “الوطن”.
يأتي حديث المصادر السورية، بعدما أكد وزير الخارجية التركي أمس الأربعاء، أنه تم تشكيل لجنة لإعداد خريطة طريق التقارب التركي- السوري، مؤكداً أن هذه اللجنة ستجري اجتماعها في الأيام القريبة المقبلة.
وبعد ساعات من إعلان أوغلو، أكدت الخارجية التركية أن الأخير بحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، مخرجات اجتماع اللجنة الرباعية لوزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا وإيران حول سوريا في موسكو.
سبق وأن أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في الاجتماع الرباعي الذي أُجري بين وزراء خارجية سوريا وتركيا وروسيا وإيران بتاريخ 10 أيار الجاري، “أن خريطة الطريق يجب أن تتيح تحديد مواقف سوريا وتركيا بوضوح بشأن القضايا ذات الأولوية لهما، مما يعني حل مشكلة استعادة سيطرة الحكومة السورية على جميع أراضي البلاد، وضمان الأمن الموثوق به للحدود المشتركة بطول 950 كيلومتراً مع تركيا، ومنع وقوع هجمات عبر الحدود وتسلل إرهابيين”، إلى جانب “تسهيل عودة الاجئين السوريين الآمنة إلى وطنهم يشكل أولوية لروسيا وسوريا وتركيا وإيران”.
ويأتي الحديث التركي عن حدوث تقدم في مسار التقارب السوري- التركي وتشكيل لجنة رباعية لإعداد خريطة طريق، على الرغم من تشديد دمشق على مواقفها، بالتزامن مع عمليات اقتراب الجولة الحاسمة للانتخابات الرئاسية التركية، حيث تشدد التقديرات التركية على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يرغب بإحداث تقدم في هذا المسار قبل الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي أشار إليه السفير التركي السابق لدى دمشق عمر أنهون، حيث قال: “أردوغان يريد شيئاً ملموساً مع الرئيس الأسد قبل الانتخابات الحاسمة، لأنه يحتاج إلى إظهار أنه على الرغم من كل ما حدث، ما يزال بإمكانه وضع الأمور في نصابها الصحيح، وأنه الشخص الذي يمكنه حل المشكلة”.
أثر برس