طالب وزير الخارجية فيصل المقداد، الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها في وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا وإنهاء الوجود الأمريكي شرقي البلاد، وذلك خلال لقاء جمعه مع المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن، أمس الأحد.
ووفق ما نقلته وكالة “سانا” الرسمية” فإن المقداد بحث مع بيدرسن “التعاون القائم بين سوريا والأمم المتحدة والتسهيلات التي تقدمها الحكومة السورية للأمم المتحدة ومكاتبها في سوريا، بما في ذلك مكتب المبعوث الخاص”.
ولفت المقداد خلال اللقاء إلى الآثار التي خلفتها العقوبات الأمريكية على الوضع الإنساني للسوريين.
وشدد وزير الخارجية على “ضرورة تحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها إزاء وقف انتهاكات السيادة السورية الناجمة عن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والوجود غير المشروع للقوات الأمريكية والتركية في سوريا”، وفق ما نقلته وكالة “سانا”.
بدوره، استعرض بيدرسن الاتصالات التي أجراها مؤخراً من أجل تنفيذ المهمة التي يؤديها، وأكد ضرورة احترام كل الأطراف ذات الصلة لسيادة سوريا ووحدة أراضها، مشدداً على أهمية أن تنفذ جميع الدول التزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة لإعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا.
وفيما يتعلق باجتماعات “اللجنة الدستورية” التي دعا بيدرسن إلى إجرائها في نيسان القادم بمدينة جنيف السويسرية، نقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصدر دبلوماسي، أن المبعوث الأممي اقترح نيروبي عاصمة كينيا، لإجراء الجلسة التاسعة للجنة الدستورية، لكنه اصطدم بمعارضة موسكو التي اقترحت بغداد لإجراء هذه الاجتماعات وذلك بالتوافق مع عدد من العواصم العربية، الأمر الذي رفضته واشنطن.
وأضاف المصدر أن “دعوة بيدرسن لإجراء الجولة في جنيف في الـ22 من نيسان الحالي، لا يمكن قبولها وسبق أن رفضها الرئيس المشترك للجنة الدستورية المصغرة أحمد كزبري الذي راسل بيدرسن بعد تلقيه الدعوة لحضور جنيف الأسبوع الماضي، وأكد له أنه لا يمكن إرسال دعوات قبل أن يكون هناك توافق كامل على المكان”.
وأوضح المصدر الدبلوماسي أن “بيدرسن وصل إلى دمشق وهو مدرك تماماً أنه لا مجال لعقد الجولة التاسعة في جنيف، لكنه أراد أن يستكشف آفاق الموقف السوري والاستماع من المسؤولين السوريين حول وجهة نظرهم تجاه استئناف المسار السياسي، وكان الرد السوري أن دمشق مستعدة في أي وقت لاستئناف هذا المسار، لكن يجب أن يكون على أرض محايدة وجنيف لم تعد كذلك بالنسبة لموسكو”.
وتابع المصدر أن بيدرسن طرح خلال اجتماعاته بدمشق مقترحاً بأن تكون العاصمة السعودية الرياض، مقراً لإجراء هذه الاجتماعات، وقد يتم ذلك في حال حصل على موافقة جميع الأطراف.
وفي 27 شباط الفائت دعا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، خلال مشاركته في جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي، إلى إجراء الجولة التاسعة لمحادثات “اللجنة الدستورية” بشهر نيسان المقبل وفي مدينة جنيف.
ونقلت حينها صحيفة “الوطن” السورية عن مصادرها “موقف بيدرسن بخصوص الدعوة لإجراء تاسع جولات اللجنة الدستورية في مدنية جنيف بدا مفاجئاً”، إذ ترفض موسكو إجراء اجتماعات “اللجنة الدستورية” في جنيف بسبب خروج سويسرا عن حيادها، بعد موقفها المعادي لروسيا في الحرب الأوكرانية.
وفي 13 شباط الفائت قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال خلال مؤتمر الشرق الأوسط الثالث عشر لنادي “فالداي” الدولي: “إن خروج سويسرا عن وضعها المحايد وسياستها المناهضة لروسيا كانا السبب في تعليق عمل اللجنة الدستورية السورية في جنيف” مضيفاً أن “موسكو لم يعد بإمكانها اعتبار سويسرا منصة محايدة، لأنها اتخذت موقفاً معادياً لروسيا علنياً”، وفق ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
ويأتي الموقف الروسي الرافض لإجراء اجتماعات “اللجنة الدستورية” في جنيف نتيجة انضمام سويسرا إلى الدول الأوروبية التي أعلنت عقوبات ضد روسيا منذ 24 شباط 2022 بسبب الحرب في أوكرانيا، ما تسبب بتوقف مسار “اللجنة الدستورية”، وأُلغيت حينها الدورة التاسعة لاجتماعات “اللجنة الدستورية”، والتي كانت مُقررة في 25 تموز 2022.