بالتزامن مع خروقات المجموعات المسلحة المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، وعجز تركيا عن إجبار مسلحيها على الالتزام بالاتفاق، نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر عسكري سوري تأكيده على أن الجيش السوري سيبعد الحلول العسكرية لاستعادة طريق m4 الاستراتيجي بشكل مؤقت.
وقال المصدر العسكري في ريف اللاذقية لـ”سبوتنيك”: “إن الجيش السوري أبعد الحلول العسكرية في الوقت الراهن، وأوقف إجراءاته الهجومية في ريف إدلب، بعدما اقتربت قواته المتقدمة من محور سهل الغاب نحو الحدود الجنوبية لمدينة أريحا، كما سجلت تلك المتقدمة من جبل الزاوية تقدماً كبيراً على الاتجاه الجنوبي لمدينة جسر الشغور”.
وشدد المصدر على أن المرحلة الحالية تتسم بالدقة التي تقتضي تغليب الحلول السياسية على الميدان، وتترك المجال مفتوحاً لاختبار القدرة التركية على إجبار المجموعات المسلحة المتواجدة على طريق (M4)، مشيراً إلى أن “المنطقة هي الأكثر حساسية وتشهد تواجداً كثيفاً لميلشيات مسلحة متعددة الجنسيات مدرجة على قوائم الإرهاب العالمي، وفي مقدمتها جبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني، وحراس الدين وجماعة الألبان وأنصار التوحيد وتنظيمات أخرى أقل شأناً، وجميعها تتخذ من مدن جسر الشغور وأريحا وريفيهما مقرات لها”.
وحول البدائل المحتملة لفتح أوتستراد (M4) في حال استمرار المسلحين بخروقاتهم، وخاصة بعدما فجروا الجسور على هذا الطريق، والاستمرار في إطلاق الصواريخ نحو قرى وبلدات منطقة سهل الغاب، أكد المصدر أن الحلول العسكرية حاضرة وأن هناك قراراً صارماً من القيادة بالرد على أي خرق مسلح بري أو صاروخي وخاصة في مناطق خطوط التماس عند جسر الشغور المتاخمة لريف اللاذقية.
كما كشف المصدر العسكري عن أن الجيش السوري وضع مخططاته لسيناريوهات عسكرية في حال فشل المسار السياسي، لافتاً إلى أن فشل تركيا ضمن المهل الزمنية المحددة، وفي حال استمر ذلك ولم يتم التسليم السلمي للطريق ومحيطه على مسافة 6 كم، وتسيير الدوريات المشتركة وإبعاد المسلحين نحو الحدود السورية التركية، فإن ثلاثة محاور ستعاود نشاطها الميداني.
ويأتي هذا بالتزامن مع إصرار المجموعات المسلحة على خرق اتفاق وقف إطلاق النار بتحشيد سكان المناطق على طريق M4 وعرقلة مسير الدوريات الروسية-التركية المشتركة على هذا الطريق واستهداف مناطق المدنيين بالقذائف الصاروخية.