أفادت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية بأن الاحتلال الإسرائيلي أكد لقطر أن “جهاز الاستخبارات الإسرائيلي- الموساد” لن يلاحق قادة حماس السياسيين في قطر، بعدما توسطت الدوحة لإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة في غزة.
وجاء في التقرير الذي كتبه كبير مراسلي الصحيفة المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط جورج مالبرونو، أن بعض المصادر أكدت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” أمر “الموساد” بالتحضير لمثل هذه التصفية، موضحة أن “هناك ما يكفي من الأماكن الأخرى غير قطر، لتنفيذ ذلك”.
وفي بداية الحرب التي تحدث في غزة أكد الاحتلال أن لهذه الحرب هدفين أساسيين، الأول: تحرير أسراه، والثاني: القضاء على حماس وقادتها، وبعد خمسين يوماً من الحرب أفرجت “السلطات الإسرائيلية” عن عدد من 39 أسيرة وأسيراً بموجب صفقة لتبادل الأسرى بين حركة “حماس” والكيان الإسرائيلي بوساطة قطرية- مصرية.
وبعد صفقة تبادل الأسرى هذه نشرت وسائل إعلام عبرية تقارير عدة عن فشل الاحتلال الإسرائيلي بتحقيق أهدافه في هذه الحرب، إذ لفتت قناة “12” العبرية إلى أن “هيئة الرقابة العسكرية تمنع إظهار أي خريطة عمل للقوات في قطاع غزّة، في الوقت الذي لم تحقّق فيه الأهداف المُعلنة للحرب على القطاع”، وقال مراسل الشؤون العسكرية في القناة الإسرائيلية “نير دفوري”: “إنّ حركة حماس لم تنهارْ بعد”، مشيراً إلى أنّ “إسرائيل فشلت في تصفية مسؤولي الحركة الذين أعلنتهم أهدافاً لعملياتها”.
وأكد أنه حتى هدف استعادة الأسرى الموجودين لدى “حماس” الذي وضعه “القادة الإسرائيليون” للحرب على قطاع غزّة، لم ينجح، وقال: “في النهاية فقط، رأينا الوجبة الأولى، وما زالت صغيرة”، مطالباً بالاستمرار بتمديد الهدنة لمحاولة إخراج الأسرى، قائلاً إنّه “لا خيار إلا الاستمرار، حتى لو استغرق الأمر الآن 4 أو 5 وحتى 10 أيام هدنة”.
بدوره، علّق السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة “داني دانون” على ما قاله دفوري، قائلاً: “إنّ الجيمع يتكلم عن تقويض حماس”، مؤكّداً أنّ الناس لا يفهمون ما يعنيه ذلك، ومقترحاً عرض خريطةٍ لتقدم وسيطرة “القوات الإسرائيلية” في غزّة، إذ أشار إلى أنّ ذلك سيكشف أنّ أجزاء كبيرة اليوم لم يتم التعامل معها.
ومنذ أن تم إعلان التوصل إلى هدنة بين الاحتلال وحماس، أعرب “نتنياهو” عن عدم ارتياحه لهذه النتيجة إذ قال: “كان قراراً صعباً لكنه القرار الصحيح”، وفي هذا الصدد نشرت الخبيرة في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي “أوريت بيرلوف” منشوراً في حسابها في منصة “X” قالت فيه: “إسرائيل فشلت في حماية حدودها ومواطنيها، على المستوى الاستخباراتي والعملياتي واللوجستي، وكذلك عندما فشلنا في تحديد مكان الرهائن وإعادتهم، أو تدمير نظام القيادة والسيطرة التابع لحماس، على الرغم من عشرات الآلاف من الأطنان من الذخيرة في 46 يوماً، كما فشلنا في تحييد ردع حزب الله في الشمال وإطلاق النار من لبنان، وفشلنا في تحديد أهداف حربية واقعية وقابلة للتطبيق، وفي وضع أهداف مستقبلية واقعية لنهاية الحرب، والاكتفاء بالتعبير عن الأمل”.
وبدأت أمس الجمعة الهدنة بين الكيان الإسرائيلي وحماس، وشملت مناطق قطاع غزة والجبهة الشمالية للكيان الإسرائيلي، وتم بموجب هذه الهدنة تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين، إذ أفرج الاحتلال الإسرائيلي عن 39 أسيراً وأسيرة، مقابل 13 أسيراً “إسرائيلياً”، ومن المقرر أن تعلن قطر اليوم السبت عدد الأسرى من الجانبين الذين سيُفرج عنهم في النهار، في حين أكدت “السلطات الإسرائيلية” أنها تلقت لائحة المحتجزين الذين سيتمكنون من مغادرة غزة السبت، لكنها لم تحدد عددهم أو الوقت المتوقع للإفراج عنهم.
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أعلن سابقاً أنه لدى حركة “حماس” 240 أسيراً “إسرائيلياً”، تم أسرهم إثر عملية “طوفان الأقصى” التي نفذها الجناح العسكري لحركة حماس “كتائب القسّام” والتي دخل فيها إلى مستوطنات “غلاف غزة” مستخدماً عدداً من الأسلحة سواء كانت البرية أم الجوية.