خاص|| أثر برس أكد عميد كلية الطب البشري بجامعة دمشق السابق الدكتور نبوغ العوا في حديث لـ “أثر” على أهمية التوعية بإجراءات الوقاية من الإصابة بمرض جدري القردة، لا سيما عدم مشاركة الطعام مع شخص آخر وغسل اليدين وعدم ملامسة شخص مصاب بشتّى السبل الأساسية للوقاية من المرض والحد من انتشاره في حل وجود إصابات به ضمن المجتمع.
توضيح الدكتور العوا لإجراءات الوقاية الفردية من الإصابة بفيروس جدري القردة يأتي بعد أن أكدت منظمة الصحة العالمية أنه يشكل طارئة صحية عامة مع زيادة عدد الإصابات به بدول أفريقيا وغيرها.
وقال د.العوا لـ “أثر”: “لا شيء يمنع تسجيل إصابة بالفيروس في سوريا بعد أن سُجلت حالات به بدول جوار مثل العراق الذي أعلن عن تسجيل حالتين إضافة إلى تسجيل حالات في مصر والسودان”، مضيفاً: “مع تزايد حركة السفر بين الدول حالياً نظراً لإجازات فصل الصيف أو للعمل يمكن أن تزيد فرص انتشار المرض بمختلف الدول ومنها سوريا، لا سيما وأن الطقس حار جداً حيث نلاحظ أن الفيروس انتشر في الدول الأكثر ارتفاع بدرجة الحرارة”.
وتابع د.العوا: “جدري القردة هو إصابة فيروسية تتنقل من الحيوان إلى الإنسان ومن الإنسان المصاب إلى باقي الأفراد عن المخالطة واكتُشف عام 2022 في عدة دول أفريقية ثم انتشر بشكل أكبر في دول أخرى كالبرازيل والأرجنتين وأمريكا الجنوبية ومنذ شهر تقريباً زاد عدد الإصابة به ليشمل كل دول أفريقيا وغيرها ويمكن أن يصبح وباء ويجب العمل على الحد من انتشاره لا سيما وأنه لا يوجد علاج له أو لقاح مضاد حتى اليوم”.
ولفت الدكتور العوا إلى أن أبرز أعراض الإصابة بهذا الفيروس هي “الحمى الشديدة وتضخم العقد اللمفاوية في الرقبة وهو العرض التفريقي عن الإصابة بجدري الماء الذي يصيب الأطفال، ومن الأعراض أيضاً الوهن العام وظهور الحويصات على الجلد بمختلف أنحاء الجسم حتى داخل الفم كما أنه يصيب جميع الأعمار وليس الأطفال فقط كما في جدري الماء المعروف والذي أصبحت الإصابة به عادية مع أخذ اللقاح له”، مشدداً على ضرورة عزل الشخص المصاب.
وأوضح الدكتور العوا لـ “أثر” أنه لا يوجد علاج أو لقاح ضد فيروس جدري القردة ويتم الشفاء منه تلقائياً لكن له مضاعفات خطيرة لا يستهان بها، حيث يمكن أن يصيب الدماغ ويسبب الشلل أو يصيب العين ويسبب العمى بحسب شدة الإصابة، مبيناً أن المرض الذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان يكون أشد فوعة.
وعن الإجراءات المطلوبة من وزارة الصحة للحد من انتشاره في حال تسجيل إصابات به، قال الدكتور العوا: “الوزارة كان لها تدابير إجرائية جيدة في الوبائيات السابقة لذلك تعميم إجراءات الوقاية والتوعية بأعراض الإصابة والترصد عبر المعابر الحدودية يُسهم في معرفة وجود إصابات والحد من انتشارها في حال وجدت”، مشدداً على أهمية التوعية بالأمراض المعدية والتي تنتقل بين الدول وتشكل وباء.
يذكر أن وزارة الصحة السورية أعلنت أمس الإثنين، خلو سوريا من جدري القردة، مؤكدة أن القطاع الصحي في جهوزية استباقية من خلال تعميم الإجراءات الاحترازية الواجب اتخاذها منذ عامين على كل فرق الترصد المبكر والتقصي الوبائي في المحافظات كافة، والعاملين الصحيين في المعابر الحدودية خاصة.
وبحسب الصحة السورية، ويمكن الوقاية من المرض من خلال الإجراءات الاحترازية نفسها ضد كوفيد-19 مثل ارتداء الكمامة عند عدم وجود إمكانية للتباعد المكاني أو عند الشك بالتعامل مع شخص مصاب، وغسل اليدين، وتطهير الأسطح وتجنّب الاحتكاك مع الحيوانات ولا سيما القوارض وعزل المصابين وعلاج الأعراض وتتبع المخالطين.