خاص|| أثر برس ما إن “هجم البرد” كما هو متعارف عليه عند العامة، حتى عاد التقنين الكهربائي في طرطوس إلى ما كان عليه، قبل “البحبوحة” الكهربائية التي تراوحت بين ساعة إلى ساعة ونصف تغذية مقابل خمس ساعات إلى أربع ساعات ونصف قطع، فمع أول عاصفة هوائية مصحوبة بالبرد، تقلّصت الكهرباء لتعود إلى نصف ساعة فقط، تتخللها انقطاعات.
“عادت حليمة إلى عادتها القديمة”، مثل شعبي وجدت فيه “أم أنور” من ريف طرطوس أصدق تعبير عن واقع حال الكهرباء مع أول “هجمة هواء وبرد” على حد تعبيرها، مضيفة: “لم نكد ننعم بساعة كهرباء كاملة وأحياناً ساعة ونصف، حتى عاد التقنين الجائر الذي يتراوح بين ربع إلى نصف ساعة فقط لا تكفي لشحن بطارية الليدات التي يصبح ضوؤها بعد نصف ساعة تشغيل أضعف من ضوء الشمعة”.
إلى بانياس، واقع حال المعاناة نفسه يعيد شرح ذاته على لسان “أبو نادر” الذي يشتكي من انقطاع الكهرباء المتكرر حتى خلال نصف ساعة التغذية، التي تنقضي من دون أن يستفاد الأهالي منها، خاصة لأغراض شحن البطاريات، بسبب الانقطاعات المتكررة كل خمس دقائق.
لا يختلف حال الأرياف عن المدن التي تراجعت فيها أيضاً التغذية الكهربائية مقابل تمدد التقنين، إذ أكد عدد من أهالي حي الشيخ سعد لـ”أثر” أن الكهرباء لا تكاد تصل حتى تعاود الانقطاع، من دون برنامج تقنين واضح حتى لو نصف ساعة فقط، مضيفين: الحجة جاهزة وهي زيادة الحمولات على الشبكة بسبب لجوء الكثير إلى استخدام المدافئ الكهربائية والسخانات خاصة في الأرياف، ووضع خطوط بعض الأحياء على الحماية الترددية.
وأشار الأهالي إلى أن واقع هذا الشتاء لن يختلف عن سابقه، مؤكدين أن ليس في أيديهم حيلة، حيث أشار البعض إلى أنهم سيشترون بطارية ليدات جديدة لأن ربع أو نصف ساعة كهرباء تحتاج إلى بطارية جديدة تكتفي بـ”شمة كهرباء” على حد تعبيرهم، فيما أكد البعض الآخر أن وجود “الأمبير” يحل مشكلة التقنين الجائر التي اعتاد عليها أهالي المحافظة.
بدوره، قال مدير عام الشركة العامة لكهرباء طرطوس المهندس عبد الحميد منصور لـ”أثر” إن كمية الكهرباء المعطاة للمحافظة متغيّرة وليست ثابتة، وعليه يتم تطبيق برنامج تقنين يتوافق مع هذه الكمية، مدللاً بأنه إذ تم منح المحافظة كمية 80 ميغا يطبق برنامج نصف ساعة، وعندما تزداد الكمية إلى 90 ميغا يتم زيادة التغذية الكهربائية.
كما ربط منصور زيادة التغذية لكهربائية، بتحسّن الطقس، موضحاً أنه عندما تسطع الشمس يتوفر 28 ميغا طاقة متجددة شمسية موجودة في المحافظة، ما ينعكس إيجاباً على تقليص مدة التقنين.
وأكد منصور أن زيادة الاستهلاك تؤثر سلباً على التغذية من خلال زيادة الأحمال على الشبكة، مشيراً إلى أنه في الأرياف بدأ الأهالي بتشغيل المدافئ الكهربائية، مدللاً بأن الخط الذي كانت حمولته 6 ميغا أصبحت حمولته 10 ميغا.
وشدد منصور على أن الكميات المعطاة للمحافظة يتم توزيعها بعدالة بين جميع أنحاء المحافظة، مبيناً أنه في مركز التنسيق بالشركة يتم معرفة الكمية المعطاة لكل خط والتوقيت لضمان العدالة في التوزيع بين جميع المناطق.
الجدير بالذكر أنه مؤخراً تم تطبيق برنامج تقنين أربع ساعات ونصف قطع مقابل ساعة ونصف إلى ساعة تغذية.
صفاء علي – طرطوس