أثر برس

مع بدء الحصاد.. مخاوف من عودة الحرائق وطرق حديثة لابتزاز المزارعين

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس مع بدأ موسم الحصاد في عموم مناطق محافظة الحسكة وتركزه في الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية من المحافظة زادت مخاوف الفلاحين والمنتجين وخشيتهم من عودة الحرائق كما حصل بموسم عام 2019، حيث التهمت الحرائق مساحات زراعية كبيرة خاصة أن محاصيلهم جفت وآن وقت حصادها.

المخاوف تزداد في المساحات الزراعية الواقعة في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” في ظل عدم وجود تجهيزات ووسائل إطفاء الحرائق الكافية أساساً لتغطية مناطق المحافظة كافة وسط دعوات من الأهالي لأصحاب المركبات المارة في الطرقات للتقيّد بالسلامة العامة وعدم رمي أعقاب السجائر، وكل ما من شأنه أن يتسبب في نشوب حرائق ضمن الأراضي الزراعية التي تمتد بسرعة هائلة نتيجة جفاف المحاصيل الزراعية.

ويقول أحد المزارعين الذي ينتظر دوره للحصاد: “نعيش حالة قلق وخوف على المحصول، ونخشى وقوع أي طارئ لذلك نجري حالياً أعمال حراسة متواصلة للمحصول لحين بدء الحصاد وتجهيز كل ما يلزم للسيطرة على الموقف في حال حدوث الحريق”.

وتابع: “عادة ما يتم استخدام الجرار الزراعي للحد من الحريق وإيقاف امتدادها إلى الأراضي الزراعية الأخرى، وكلفة الزراعة باهضة جداً والتمويل كان ذاتياً ونتمنى أن نضمن المحصول لنرتاح خاصة، أن هناك ديوناً مترتبة مستحقة الدفع وننتظر هذه المدة لبيعها”.

ويشير شخص آخر من الريف الغربي للمحافظة إلى أن الخوف لا يقتصر على حدوث الحرائق، بل انتشرت في هذا الموسم ظاهرة جديدة حيث يرسل أشخاص مجهولون تهديدات وابتزاز إلى أصحاب الأراضي الزراعية لدفع مبالغ بالدولار الأمريكي قد تصل إلى 2000 دولار وتحويل المبلغ إلى حسابات غالبيتها تركية وإلا سيتم حرق المحصول مباشرة، الأمر الذي سبب إرباكاً للمنتجين والفلاحين، داعياً إلى ضرورة اتخاذ إجراءات من الجهات المعنية وإلقاء القبض على هؤلاء الأشخاص.

وسجلت الحرائق التي تعرضت لها الأراضي الزراعية موسم عام 2019 خسائر كبيرة للفلاحين وقتها، ورجّح أن الأمر منظم إذ تم استهداف مناطق محددة كما تسببت البالونات الحرارية التي ألقتها الحوامات الأمريكية بمجموعة من الحرائق في الأراضي الزراعية بمنطقة الشدادي جنوبي المحافظة وناحية الهول شرقها.

وينوه الشاب “علي” من أهالي الريف الجنوبي بأنه حصد المساحة المزروعة ولكن الإنتاج لم يتناسب مع التكلفة، فالإنتاج قليل على الرغم من أن الحالة العامة للمحاصيل جيدة والأمطار كانت وفيرة، فإن الإنتاج أقل من الجيد بكثير، وقد يكون السبب هو نوع البذار المستخدم أساساً، مشيراً إلى أن “الأسواق تعج بأنواع البذار غير معروفة المصدر وغالبيتها غير مجدية وإنتاجها محدود، وسابقاً تم أخذ البذار المضمونة من الدعم الذي تقدمه الدولة السورية ولكن الآن الأمور عشوائية ولا يوجد أي مراكز بحوث أساساً لاعتماد صنف محدد للزراعة يتناسب أساساً مع طبيعة المنطقة”.

وعن إذا ما كان ينوي تسويق إنتاجه إلى المراكز الحكومية أو التابعة لـ “قسد” قال: “الأفضل أن أبيعها في الأرض واختصر على نفسي كثيراً من المصاريف المتعلقة بأعمال العتالة والنقل وطرقات ودفع أتاوات على الحواجز، ومن يدفع سعراً أفضل يكون المحصول له”، مشيراً إلى أن الأسعار المحددة غير مشجعة وفي حال التسويق إلى المراكز سيتقلص هامش الربح لذلك الغالبية سيضطر إلى بيع المحصول في الأرض مباشرة.

ورجّح أحد المهندسين الزراعيين قلة الإنتاج فيما يتعلق بوحدة المساحة كون الغالبية اعتمد شراء البذار من السوق السوداء وغالبيتها غير معروفة المصدر، وقلة قليلة اعتمدت نوعاً محدداً في الزراعة، وأن غالبية البذار التي تطرح في السوق السوداء غير موثوقة وقد تكون ضعيفة والصفات الوراثية قليلة الإنتاجية وقد تكون معرض للأمراض، لذلك فالموسم الزراعي على الرغم من المؤشرات المبشرة بالخير فإن الغالبية سيتفاجأ من الإنتاجية مقارنة بالمساحة.

وانتشرت في السنوات السابقة بذار مجهولة المصدر، وزّعتها القوات الأمريكية بوساطة إحدى الجمعيات التابعة لها على الأهالي كمنحة بذار وتم تحليل عينة من البذار في مختبرات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وتبين أنها غير مطابقة للمواصفات، وقد تتسبب في حال زراعتها بتدمير الأرض الزراعية وخروجها من دائرة الاستثمار، وحذّرت حينها الوزارة واتحاد فلاحي المحافظة من استخدام هذه البذار التي يجب أن تخضع للفحوصات.

وتشير إحصائيات مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في الحسكة إلى أن إجمالي مساحة القمح القابلة للحصاد في الموسم الزراعي الجاري بلغت نحو 429400 هكتار، والإنتاج المقدر من هذه المساحة 676600طن، بينما بلغت مساحات الشعير 305900 هكتار والإنتاج المقدر نحو 269680 هكتاراً.

جوان الحزام- الحسكة 

اقرأ أيضاً