في خضّم التطورات التي يشهدها الميدان على الخط الواصل بين ريفي إدلب وحماة، وفي ظل تثبيت القوات السورية لوجودها في ريف حلب الجنوبي، تتصاعد وتيرة المعارك، وسط قيام الفصائل بحشد مقاتليها خوفاً من فقدان المزيد من المساحات الخاضعة لسيطرتها.
حسب المنطق السياسي، عمليات القوات السورية في المناطق المذكورة، جاءت نتاجاً طبيعياً لمخرجات أستانا 6، الذي عُقد في أيلول الماضي، برعاية دولية “روسية إيرانية تركية”.
ففي ضوء النتائج التي أفضى إليها أستانا 6، يتاح للقوات السورية مد سيطرتها إلى مطار أبو الظهور العسكري، الذي يشرف بدوره على مناطق ذات أهمية استراتيجية عالية بالنسبة لمحافظة إدلب.
وعليه، يرى مراقبون أن كل ما تحاول تركيا وقادة الفصائل المدعومة منها، ترويجه على أن عملية القوات السورية في إدلب “خرقاً لاتفاق خفض التصعيد” عار عن الصحة تماماً.
لا يقف الأمر هنا، إذ يتساءل أهالي مدينة إدلب عن سبب قيام الفصائل بشن هجمات مرتدة على القوات السورية، الأمر الذي يدفع الأخيرة إلى الرد والقصف، واصفين هجمات الفصائل بأنها تنعكس سلباً على واقع الحياة في مدينتهم.
أبو فاروق، رجل ستيني يقطن في مدينة إدلب، يُعرب لأحد الناشطين المحليين عن استيائه إزاء قيام قادة الفصائل بزج أبناء مدينته بالمعارك، ويضيف: “ما يحزنني حقاً أن المعارك الجارية حالياً محسومة النتيجة وبوفاق دولي، وما تفعله الفصائل من معارك ما هو إلّا استنزاف لمدينتنا”.
يرى أبو فاروق أن الفصائل لعبت دوراً سلبياً في مدينته، مشيراً إلى أن الاقتتال الداخلي فيما بينهم خلق حالة من التوتر والضياع بين أبناء البيئة الواحدة، ويتابع بلهجته المحلية قائلاً: “ما بطلب من الله غير إنو نرجع متل ما كنا قبل 8 سنين، الله يرحم هديك الأيام”.
“سمر.ن”، والدة إحدى المقاتلين المنضوين في صفوف “هيئة تحرير الشام- جبهة النصرة سابقاً”، تتحدث لشبكة إدلب الحرة قائلة: “تعمد قادة الفصائل إلى الزج بأبنائنا إلى الجبهات، رغم معرفتها المسبقة بنتائج المعارك”، وتتابع: “زوجات القادة يمارسن حياتهن بكامل الأريحية، إذ أن مرارة الحرب كتبت علينا وحدنا” في إشارة منها إلى فقراء المدينة الذين يضطرون للقتال بغية تأمين بضعاً مما يسد رمق الحياة.