أثر برس

معاناة كبيرة في الحصول على مازوت التدفئة بمناطق سيطرة “قسد” بمحافظة الحسكة

by Athr Press Ma

يعاني عدد كبير من أحياء مدينة الحسكة والمناطق الريفية في محافظة الحسكة والواقع جزء كبير منها تحت سيطرة قوات “قسد” من النقص الحاد في مادة مازوت التدفئة، لعدم توزيعها عليهم حتى الآن مع اقتراب نهاية العام الحالي 2021م.

مصادر محلية بريف الحسكة قالت لـ “أثر” أن سكان محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، يضطرون لشراء مادة المازوت للتدفئة من خارج المحطات بأسعار باهظة مع تأخر استلام مخصصاته للتدفئة هذا الشتاء، بينما لا تتمكن عائلات من تحمل التكاليف الإضافية.

وتابعتِ المصادر أن اللتر الواحد من مادة المازوت المكرر محلياً يصل سعره في الأسواق المحلية إلى 800 ل.س عبر الباعة الذين تضاءل عددهم بسبب حملات المصادرة التي قام بها مسلحو “الأسايش” التابعون لقوات “قسد”، حيث يقومون ببيعها سراً وسط تشديد الرقابة في الأسواق.
وكانت ما تسمّى “الإدارة الذاتية” التابعة لقوات “قسد” أنها خصصت هذا العام 440 ليتر من مازوت التدفئة لكل عائلة في مناطقها بسعر 85 ليرة سورية لكل ليتر، إلا أن سكان عدد كبير من أحياء مدينتي الحسكة والقامشلي والمناطق الأخرى، قالوا إنهم لم يستلموا مخصصاتهم رغم مرور قرابة شهر من شتاء هذا العام، بينما يقول آخرون أن الدفعة الأولى التي استلموها (220 ليتر) على وشك النفاذ، في حين ان سكان مدينتي الدرباسية وعامودا استلموا دفعتين من المازوت، بحسب المصادر.
ويقول أحد سكان مدينة الحسكة المدعو (أبو علي) الذي يعمل أعمالاً حرة لـ “أثر” أنه يجني من عمله نحو عشرة آلاف ليرة سورية، اشترى بنصف المبلغ محروقات للتدفئة وفي السابق كان سعره على البسطات يتراوح بين 150 و200 ليرة، أما الآن فبات يقدر بنحو 800 ليرة، وهو مكرر محلياً في منطقة تعتبر المصدر الأول للنفط في سوريا.
وأواخر شهر تشرين الثاني الفائت، قامت قوات “قسد” بحملة مصادرة لكميات من مادتي المازوت والبنزين مما كان يُباع في محال وبسطات في أحياء مدينة الحسكة وفي الريف الجنوبي للمحافظة ما جعل الطلب يزداد على مادة مازوت التدفئة مع فقدانها بشكل شبه نهائي فيها.
ويحصل الباعة على الوقود بطرق غير نظامية لبيعها بأسعار تصل لنحو 800 ليرة للتر الواحد من مادة المازوت ونحو 1200 ليرة لكل لتر من مادة البنزين.
وتابع (أبو علي): “في الأعوام السابقة في حال تأخر التوزيع كنا نقوم بشراء وقود التدفئة من الأسواق، أما الآن وبعد منع بيع المحروقات علناً في الأسواق صارت الأمور صعبة لنا، خاصة في ظل التقنين المتزايد للكهرباء النظامية الذي يصل إلى أكثر من 20 ساعة يومياً حيث تعتمد الأحياء على الكهرباء عبر المولدات الخاصة”.
وقد تلجأ عائلات لا تتمكن من تحمل تكلفة شراء المازوت من السوق السوداء أو استعارة كميات من أقاربها إلى حرق قطع البلاستيك والأقمشة المهترئة، وهي ظاهرة ذات مضار صحية كانت قد انحسرت خلال الأعوام القليلة الماضية.
وتتحجج مؤسسات “الإدارة الذاتية” بأن الأعداد الكبيرة لساكني مدينة الحسكة والوافدين إليها كان أحد أسباب عدم إيصال المادة للسكان نتيجة تأخر التوزيع واشتداد موجة البرد تم إقرار توزيع كمية 220 لتر كدفعة أولى، بينما كان التوزيع سابقاً 440 لتر، إلى أنه تم إصدار مئة ألف بطاقة في الحسكة، ولا يزال إصدارها مستمراً، بحسب “الإدارة”.
بدوره عضو المكتب التنفيذي لمحافظة الحسكة محمد كاين العلي قال لـ “أثر” أن المحافظة بدأت بتوزيع مادة المازوت التدفئة على الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري منذ نهاية شهر العاشر الماضي عبر متعهد خاص بسعر 225 ل.س لليتر الواحد وكمية 200 ليتر لكل عائلة.
وتابع بأنه تم توزيع مليون و71 ألف ليتر من الإدارة حتى الآن مع إنهاء توزيع ما يقارب 70% من الأحياء، نتيجة توقف تصل إلى 20 يوم من أيام التوزيع بسبب عدم وصول المادة من المصدر.

الحسكة

اقرأ أيضاً