انتقلت العمليات العسكرية في إدلب إلى مرحلة جديدة فالمواجهة بين الجيش السوري وقوات الاحتلال التركي باتت مباشرة ولم يعد بإمكان تركيا التخفي وراء المسلحين الذين تدعمهم، لكن ظهورها على ساحة الميدان بهذا الوضوح يبدو أن ثمنه سيكون كبيراً جداً، وهذا الملف كان محط اهتمام بعض الصحف العربية والأجنبية.
حيث نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، مقالاً بعنوان “إردوغان يصوب المسدس نحو رأسه في سورية” جاء فيه:
“بعد تجاهل أردوغان النصائح الأوروبية التي حذرته من شن هجوم في شمال شرقي سورية، وتهديده بتوجيه صفعة عثمانية إذا ما وقفت قوات أميركية في طريقه، يرغب إردوغان اليوم في بطاريات باتريوت الأمريكية للحيلولة دون قصف الطيران الروسي لجنوده والميليشيات المتعاونة له، ويأتي ذلك رغم أن هذه هي بطاريات باتريوت نفسها التي رفضها، العام الماضي، لصالح أنظمة إس – 400 روسية الصنع.. إردوغان، فقد حاول اتباع أسلوبه التفاوضي المعتاد مع بوتين، محذراً من أن العلاقات بين أنقرة وموسكو سوف تتردَّى بسبب إدلب، رغم أن مثل هذا التردي سيترك الأتراك دون أي صديق، في وقت يعاني اقتصادهم من مأزق حقيقي”.
وفي “نيزافيستيا غازيتا” الروسية جاء:
“تحاول روسيا الابتعاد عن الشراكة التكتيكية مع تركيا في سوريا، وتحقيق التوازن في تعاونها مع دول الخليج. جاء ذلك في دراسة أجرتها “Al-Monitor”، تركز على تواتر الاتصالات بين موسكو وعدد من العواصم العربية في السنوات الأخيرة. وقد يرجع السبب في ذلك إلى التناقضات غير القابلة للتذليل بين روسيا وتركيا في محافظة إدلب السورية، التي يسيطر عليها متشددو المعارضة التابعون لأنقرة والعناصر الإرهابية”.
وورد في صحيفة “العرب” اللندنية:
“في كلّ ما فعله الرئيس التركي في سورية، كان هناك خطأ يجرّ إلى خطأ آخر أكبر منه، ماذا عن الحلف الجديد الذي أقامه مع روسيا وصولاً إلى شراء منظومة صواريخ أس – 400 منها؟ ليس معروفاً ضد من يريد استخدام هذه الصواريخ، الآن بعد الذي حصل في إدلب، لا يجد أردوغان غير الاستنجاد بحلف شمال الأطلسي والأمريكيين والسعي إلى الحصول على صواريخ باتريوت الأمريكية في ضوء تكبّد تركيا العشرات من القتلى في إدلب ومحيطها”.
ما على أردوغان اليوم إلا انتظار الاجتماع الذي قد يعقده يوم الخميس القادم مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وريثما يتم عقده يحاول الحفاظ على ماء وجهه وعلى الأقل أمام شعبه بتوجيه المزيد من التهديدات للجيش السوري، أما ما يجري على الواقع فهو أن الجيش السوري مستمر بالتقدم في إدلب والتصدي لاعتداءات تركيا والمجموعات المسلحة التابعة لها، وروسيا تعلن في كل ساعة أن موقفها تجاه الدولة السورية والحرب فيها ثابت ولم يتغير.