منذ عودة ترامب إلى تولي الرئاسة الأمريكية بعد نجاحه في الانتخابات الأخيرة، تتواصل التصريحات التركية بشأن سوريا، ولا سيما بعد الحديث عن رسائل بين أنقرة وواشنطن تتعلق بالتنسيق بينهما بناءً على إمكانية الانسحاب الأمريكي من سوريا في المدة بين 2025- 2026.
وفي هذا الصدد، أفادت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، بأن “تركيا اقترحت على واشنطن أن يتولى الجيش التركي -الذي يعد ثاني أكبر جيش بعد الجيش الأمريكي في حلف شمال الأطلسي-مسؤولية تنظيم “داعش” في سوريا، إذا سحبت الولايات المتحدة دعمها العسكري لـ “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”.
وأضافت الوكالة نقلاً عن مسؤولين أتراك وأمريكيين، أنّ “تركيا أخذت تتحضر أيضاً لتولي مسؤولية آلاف مسلحي التنظيم المحتجزين مع عائلاتهم في سجون “قسد”، لافتةً إلى أنّ “واشنطن لم ترد على المقترح التركي حتى الآن”.
وأشارت الوكالة إلى أنّ “العلاقات التركية- الأمريكية بدأت تتحسن في مطلع هذا العام بعدما شهدت توترات عدة، وذلك عندما وافقت تركيا على دخول السويد إلى حلف شمال الأطلسي، إذ وقّعت تركيا على صفقة لشراء 40 طائرة مقاتلة من نوع إف-16 من الولايات المتحدة”.
وفي سياق التصريحات التركية بشأن سوريا، زعم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنّ “تركيا لا يمكنها مناقشة الانسحاب من سوريا إلا بعد الانتهاء من اجتماعات “اللجنة الدستورية” لتشكيل دستور جديد يتضمن إجراء انتخابات، بالإضافة إلى تأمين الحدود”.
وفي كلمة للوزير التركي في البرلمان، حذر من “أن محاولات (إسرائيل) لنشر الحرب في الشرق الأوسط بدأت تهدد مناطق “خفض التصعيد” التي نتجت عن اجتماعات “أستانا”، مؤكداً أنَّ “جهود روسيا وإيران، في إطار “مسار أستانا” للحل السياسي مهمّة للحفاظ على الهدوء الميداني”، لافتاً إلى “استمرار المشاورات التي بدأت مع واشنطن بشأن الأزمة السورية”.
من جهته، أكد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، أنّ “دعوة أردوغان للقاء الرئيس بشار الأسد خطوة استراتيجية تحمل أهمية كبيرة”.
وفي مقابلة مع صحيفة “ديلي صباح” التركية، قال ألتون إنّ “أنقرة تحافظ على استعدادها للمضي قدماً في عملية المشاركة القائمة على مبادئ مكافحة الإرهاب، بهدف ضمان وحدة أراضي سوريا، ودفع العملية السياسية التي يقودها السوريون، على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254، وخلق الظروف للعودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين”.
يشار إلى أنه فيما يتعلق بإصرار أنقرة على عقد لقاء على مستوى رؤساء البلدين، قال الرئيس بشار الأسد في تصريحات صحافية أدلى بها في 15 تموز الفائت: “إذا كان اللقاء يؤدي إلى نتائج أو إذا كان العناق أو العتاب أو تبويس اللحى كما يقال باللغة العامية، يحقق مصلحة البلد فأنا سأقوم به”، موضحاً أن “المشكلة لا تكمن في اللقاء وإنما في مضمون اللقاء”.
وأضاف: “نحن نسأل ما هي مرجعية اللقاء هل ستكون هذه المرجعية هي إنهاء أسباب المشكلة التي تتمثل بدعم الإرهاب والانسحاب من الأراضي السورية، هذا هو جوهر المشكلة ولا يوجد سبب آخر فإذا لم يكن هناك نقاش حول هذا الجوهر فماذا يعني لقاء؟”.
أثر برس