أثر برس

إعلام تونسي: زيارة المقداد ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية

by Athr Press Z

في الوقت الذي تشهد فيه الساحة السياسية السورية حراكاً عربياً لافتاً ودعوات لإعادة دمشق إلى محيطها العربي، المترافقة ببعض العراقيل والإشكاليات التي تتسبب بها بعض الدول العربية التي ما زالت تعلن رفضها عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، يجري وزير الخارجية فيصل المقداد، جولة بين العواصم العربية، بدأت من السعودية مروراً بالجزائر وصولاً إلى تونس، كما تشير أنباء إلى أنه قد يتوجه فيما بعد إلى العراق.

زيارة المقداد، إلى السعودية كانت الحدث الأبرز حتى الآن في مسار التقارب العربي- السوري، وجاءت قبل يوم واحد من اجتماع مجلس التعاون الخليجي الذي عُقد في مدينة جدة بالسعودية، حيث تقود السعودية مساراً لحل الخلافات بين بعض الدول الخليجية حول عودة سوريا إلى محيطها العربي والجامعة العربية.

وبعد هذه الزيارة توجة الوزير المقداد، إلى الجزائر محمّلاً برسالة شفهية من الرئيس بشار الأسد، إلى نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، وأكد أنه في أثناء لقائه بالرئيس الجزائري عرض نتائج التواصل بين سوريا وعدد من الدول العربية والدول الصديقة والتطورات السياسية في المنطقة والعالم والمواقف السورية تجاهها، مضيفاً أن “فخامة الرئيس أكد أن الجزائر لن تتخلى عن سوريا مهما كانت الصعوبات”.

كما يبدأ الوزير المقداد، اليوم زيارة إلى تونس بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لبحث عدد من الملفات، وأكدت الخارجية التونسية في بيان أصدرته أمس الأحد، أن “هذه الزيارة تأتي تكريساً لروابط الأخوة العريقة القائمة بين البلدين الشقيقين، وفي إطار الحرص على إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي، بعد تعيين سفير للجمهورية التونسية في الجمهورية العربية السورية، وقرار السلطات السورية إعادة فتح السفارة السورية في تونس، وتعيين سفير على رأسها لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين”.

وأشارت وسائل إعلام تونسية إلى أن هذه الزيارة بمنزلة “ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية”.

وبدأت بوادر عودة العلاقات التونسية- الجزائرية في تموز 2022 عندما التقى وزير الخارجية فيصل المقداد، الرئيس التونسي قيس سعيد، في الجزائر على هامش حفل ذكرى استقلال البلاد، وأرسل سعيد حينها رسالة إلى الرئيس بشار الأسد.

تؤكد المصادر المطلعة على مجريات المشاورات العربية عن سوريا وجود خلاف في بعض النقاط وتوافق على نقاط أخرى بين الدول الخليجية في هذا المسار، حيث نقلت صحيفة “العرب” عن مصادر مطلعة أنه “طغى توافق ضمني على أجواء اجتماع مجلس التعاون الخليجي ويرى أن عودة العلاقات بين العواصم العربية ودمشق يعد أمراً سياديّاً لكل منها، وهي مفيدة لأسباب إنسانية وسياسية لأنها تفتح أبواباً لدمشق لإعادة التكيف مع بيئة العلاقات العربية، وتوفر مداخل لتسوية سياسية للأزمة”.

أما فيما يتعلق بعودة دمشق إلى الجامعة العربية، أفادت المصادر بأن “الحوارات الجانبية التي أجراها بعض الوزراء، قالت إنه من غير المعقول أن تعود دمشق إلى الجامعة العربية قبل أن يعود الملايين من اللاجئين السوريين إلى بلدهم لتبقى الدول التي تستضيفهم هي التي تتحمل العبء”، مضيفة أنه “على هذا الأساس فإن الاجتماع التشاوري انتهى إلى ما يشبه القول إنه لا عودة لدمشق إلى الجامعة العربية، ولكن لا عودة عن استئناف العلاقات الثنائية معها في آن واحد”.

ويؤكد الخبراء أن زيارات الوزير المقداد، إلى العواصم العربية تأتي في الوقت الذي تشدد فيه دمشق أن العودة إلى الجامعة العربية ليست ضمن أولوياتها، منوّهة في الوقت ذاته أن قنوات الاتصال مفتوحة بينها وبين الدول العربية كافة باستثناء دولتين، وأن العلاقات الثنائية بين معظم هذه الدول تعود رسمياً ولم تبقى مُقتصرة على الاتصالات الأمنية.

أثر برس 

اقرأ أيضاً