خاص|| أثر برس اشتكى حرفيو تنظيف وصباغة وكيّ الألبسة عبر “أثر” من صعوبات كثيرة تهدد مهنتهم، ابتداءً من التقنين الكهربائي وعدم توفر المازوت للمولدات التي يستخدمونها وصولاً إلى ارتفاع التكاليف.
وقال صاحب إحدى المصابغ في دمشق: “التكاليف الضريبية المرهقة وسوء وضع الكهرباء وارتفاع أسعار المحروقات، تسببت بإغلاق عدة مصابغ في مدينة دمشق، لعدم قدرة أصحابها على اقتناء مولدة قادرة على تشغيل معدات المصبغة وتلبية متطلبات الزبائن”، مضيفاً لـ “أثر”: “حتى المصابغ التي تملك مولدة تعاني أيضاً من مشكلة قلة المحروقات، وصعوبة تأمينها بشكل حر الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعارها بنسبة 200% وهذه النسبة لا تتوافق مع إيجار قطعة الكي أو تنظيفها إضافة إلى الارتفاع الجنوني لأسعار القطع وصيانتها، وسوء المواد الأولية، وفقدان اليد العاملة؛ فاليوم على سبيل المثال سعر تنظيف وكي البنطال هو 10 آلاف ليرة ويصل لـ 25 ألف في المناطق الراقية، وهذا السعر قليل جداً إذا كانت المصبغة إيجار وإيجارها لا يقل عن مليون ليرة كحد أدنى في المناطق الشعبية؛ أما في المناطق الراقية فإيجار المصبغة يصل لـ 3 ملايين”.
بدوره، صاحب مصبغة أخرى قال لـ”أثر”: “ساعات تقنين الكهرباء الطويلة واليد العاملة القليلة تؤثران على عملنا؛ فأحياناً يضطر صاحب المصبغة للعمل بمفرده دون وجود عامل الأمر الذي يؤخر القطعة ويجعل الزبون يذهب لمصبغة أخرى تلبيه بشكل أسرع، أضف لذلك فإن غالبية العاملين من الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً وبهذه الحالة يضطر صاحب المصبغة لتعليمهم أصول العمل في البداية”.
وفي السياق نفسه، قال رئيس الجمعية الحرفية لتنظيف وكيّ الألبسة بدمشق محمد سامر الفراش لـ”أثر”: “رفعنا قائمة أسعار تتناسب مع التكاليف لمديرية التموين وتمّت الموافقة على تحديد تنظيف القطعة وكيها بـ 10 آلاف وهذا غير منصف لذلك فإن أغلب أصحاب المصابغ لا يلتزمون بالتسعيرة ويرفعونها إلى 15 ألف لأن أجرة العامل اليوم 250 ألف في الأسبوع بعد أن كانت 100 ألف أما المعلم فأجرته 600 ألف في الأسبوع بعد أن كانت 200 ألف لذلك فإن أغلب محلات المصابغ لا تتقيد بتسعيرة التموين لأنها (مابتوفي)”، متابعاً: “عندما يكون الزبون (مستعجل ويريد قطعته بسرعة) فإننا نضطر لتشغيل المولدة وتسليمه القطعة في أسرع وقت وفي هذه الحالة نتقاضى بدل الـ 15 ألف 30 ألف”.
وأشار الفراش إلى أن المصابغ حالياً تتقاضى على تنظيف وكي القطع الصيفية مثل (بنطال أو قميص أو تنورة) 15 ألف وكلما كانت القطعة كبيرة يزيد سعرها، أما القطع الشتوية مثل (الجواكيت والمانطوهات وطقم رسمي) فهذه سعرها مختلف لأنها تحتاج إلى مواد أكثر وسعر تنظيفها وكيها يصل إلى 75-100 ألف، أما بدلات الأعراس والسهرات فيترواح سعر تنظيفها وكيها بين 150-200 ألف، متابعاً: “وهناك سعر (العلاقة) التي تعلق عليها قطعة الملابس بعد الكي 700 ليرة والكيس الذي تغلف به القطعة 700 ليرة”.
وختم رئيس الجمعية الحرفية لتنظيف وكيّ الألبسة بدمشق محمد سامر الفراش كلامه لـ “أثر” قائلاً: “مهنة غسيل وكي الألبسة باتت تعتبر موسمية فقط أي أثناء فصل الصيف أو في موسم غسيل السجاد والحرامات وغير ذلك”، لافتاً إلى أن عدد المصابغ في دمشق كان 400 مصبغة، ولكن نظراً للأسباب المذكورة أعلاه فقد أغلق معظمها أبوابه، بسبب ضعف الإقبال من الزبائن وارتفاع المصاريف.
دينا عبد